أما المقارنات في الأدب العربي، فإذا راجعنا تاريخ الدراسات الأدبية لدى العرب لوجدنا بعض ملامح هذا النوع من الدراسات، في الموازنة بين أبي تمام و البحتري هي خطوة خطاها الآمدي نحو المقارنة، ولكن العرب بعد تعرفهم بالحضارة الأوروبية و فنونها الأدبية، إما عن طريق الترجمة و نقل منتجات الفكر الغربي إلى اللغة العربية، و إما عن طريق الاطلاع المباشر على فنون آداب الغربيين، حيث جعلت الباحثين يعنون بدراستها عناية واسعة و يقفون على نتاج عقولهم؛ إلا أنهم رغبوا في المقارنة بين ما بين أيديهم من تراثهم القديم و بين الآراء التي اقتبسوها من الغرب، فهذا الاتصال الثقافي قد غرس البذور الأولى لفكرة المقارنة التي أدت إلى ظهور الأدب المقارن لدى العرب و دراسة تاريخ العلاقات الدولية، كما يعد أصحابها واد الأدب المقارن، إلا أن هذا المجال الضيق لايسع دراسة كل هؤلاء الرواد،