وتنتقل إلى بعض جوانب الحاضر المشرقة ونستشرف بعض أفاق المستقبل الخصية، ذلك أن الدراسات الأنثروبولوجية والفولكلورية قد استطاعت في بعض بلاد العالم الثالث أن تخرج من إسار العلماء الأجانب وموظفى الحكومات الاستعمارية والإمبريالية، ونجح بعض العلماء الوطنيين في امتلاك ناصية البحث في هذا العلم وأخذوا يسخرون معرفتهم النامية الجديدة في خدمة عمليات التنمية في بلادهم، وبذلك أصبحت الدراسات الأنثروبولوجية والفولكلورية التطبيقية وسيلة فعالة لخدمة عملية التنمية، 1 - الدراسة الفولكلورية والأنثروبولوجية التطبيقية في خدمة قضايا التنمية كانت النظرة التقليدية السائدة في الماضي تعتبر أن مشكلة رفع مستويات المعيشة. وزيادة الإنتاج القومى يمكن أن تحل بمجرد الحصول على المعرفة التكنولوجية اللازمة للدخول في عملية التنمية هذه، وقد ساهم بعض الأنثروبولوجيين والفولكلوريين في مختلف أنحاء العالم من خلال ما قاموا به من دراسات لخدمة التنمية في توضيح أن التنمية إنما هي عملية كلية شاملة ومتكاملة في نفس الوقت، وعلى ذلك فإن عملية التنمية هذه لا يمكن أن تتم بشكل تجزيئي، ذلك أن التغير التكنولوجي لا يمكن أن تكون له فعالية تذكر إلا في إطار الثقافة الكلية ونظمها الاجتماعية مجتمعة، واستطاع بعض هؤلاء العلماء بالفعل التوصل إلى عدد من النماذج التنموية التي استطاعوا فيها تيسير ولأن دراسة التراث الشعبي تتم غالباً على مستوى المجتمع المحلى، فإن دارس الفولكلور يتحمل مسئولية أساسية في دراسة المجتمع المحلى، ومن الواضح أن مثل هذه البرامج تتفاوت في درجة كفاءتها، وقد لا تكون على القدر المطلوب من النجاح والتوفيق