لسكن الريفي كأحد أهم مكونات المجال الريفي وليس مرادفا للمسكن، ووظيفية، يقوم بأكثر من وظيفة، ويؤدي وظائف ترتبط بأسلوب عيش الساكنة القروية، سواء في ميدان الفالحة أو تربية الماشية أو الصناعة التقليدية والتجارة. يرتبط السكن القروي بعالقة وثيقة بالمؤسسات الجماعية التقليدية، كالزوايا والمدارس العتيقة والمخازن الجماعية، وبمؤسسات أخرى ذات طابع سوسيواقتصادي كالسوق األسبوعي والجماعة الترابية والمسالك الطرقية. يعتبر اليوم مكونا ووجود خبرات ومهارات ومحلية وتكنولوجيا مالئمة لخصائص األوساط القروية وتنوعها 3-1 تعريف السكن الريفي يشكل السكن أحد أبرز مكونات المجال الريفي؛ ففي كل محاط زراعي يوجد قسمين: إحداهما يخصص للحقول والمزارع وملحقاتها كالمراعي والغابات، وهو األكبر من حيث المساحة، وقسم يحمل مساكن تضم مرافق إليواء األسر الفالحية وأخرى إليواء وسائل اإلنتاج ()حظائر، اسطبالت، حدائق خلفية، مكان مخصص لتجميع روث الماشية(. يعتبر السكن الريفي الشكل التوطني للساكنة الريفية٬ التي تعيش على الزراعة والراعي أو هما معا في إطار نظام مركب؛ فاذا كان الجزء األول منه يخصص لألنشطة الفالحية٬ فإن جزئه الثاني يتكون من مجموع من المرافق المبنية٬ والتي تحتل مساحة معينة في موضع معين ومكان ما من المحاط. هو الذي يطلق عليه السكن الريفي٬ هذا األخير يختلف عن مثيله في المدن٬ إذ يقتصر معنى السكن في المدينة على المنزل الذي يأوي االسرة. أما في األرياف فهو يقوم بوظائف مزدوجة٬ حيث يأوي األسر ووسائل اإلنتاج؛ فهو بهذا المعنى يضم المنزل والمرافق اإلنتاجية المختلفة التابعة له. تختلف أنواع السكن باختالف الشريحة االجتماعية لألسر وتنظيم الجماعة والعالقات مع المحيط المباشر لهذا السكن.