نعود كثير من الصعوبات التي يواجهها الأزواج إلى اختلاف اللغة التي بتحدث بها الرجل والمرأة أو الزوج والزوجة. فقد تكون للغة الرجل وللغة المرأة نفس الكلمات إلا أن لهما معان ومشاعر مختلفة، ولا بد لكل منهما من تعلم لغة الآخر ليستطيع ترجمة كلامه وفهم معانيه. ولنتصور أن هناك قاموساً لترجمة لغة الرجل ولغة المرأة، فعندما ينشأ خلاف أو سوء تفاهم، فلا بد حينها من رجوع كل منهما إلى هذا القاموس اللغوي ليحاول كل منهما فهم عبارات الآخر، أو الذهاب إلى مترجم يترجم لهما ما يقوله كل منهما، وبذلك يتحقق التفاهم بينهما. ولذلك علينا أن ندرك أن كثيراً من حالات سوء التفاهم بين الزوجين قد تعود ببساطة لخطأ في الترجمة بين لغتيهما . فإنها تستعمل عادة لغة شاعرية بما فيها من التشبيه والإطلاق والتعميم. ومن النادر أن تقصد المرأة نفس المعنى الذي يقصده الرجل، فعندما تقول المرأة لزوجها مثلاً: (إنك لا تستمع إلي أبدا)، فإنها لا تقصد من كلمة (أبداً) أن تؤخذ بشكل حرفيّ. ومن الخطأ الكثير الوقوع أن تفهم بشكل حرفي وكأنها حقيقة تقول بها المرأة. ولذلك فهو يخطئ فهم حقيقة ما تقصده المرآة، ولذلك تكون ردّة فعله بطريقة غير ما تتوقعه الزوجة. فنجد الرجل يجيب المرأة مثلاً لما قالته أنفاً: «ها أنا ذا جالس استمع إليك الآن، فكيف تقولين أنني لا أستمع إليك أبداً!» ومن الواضح أنه فسّر كلامها تفسيراً حرفياً . ونلاحظ كيف أن الرجل يفهم كلام المرأة فهما حرفياً، مما يجعله لا فهم حقيقة ما تريد قوله، وبالتالي يكون جوابه مسبباً لسوء تفاهم وجدال. ولعلنا نقول أن من أكبر مشكلات العلاقات الزوجية هي الكلمات والعبارات التي لا تشعر بالمحبة، ولذلك فلا غرابة أن أكثر ما تشتكي منه المرأة قولها: «لا أشعر بأن زوجي يسمع ما أقول)). والأعجب أن هذه العبارة نفسها تتعرض لسوء الترجمة في فهم الرجل، مما جعله يحاول أن يناقشها بأنه يفهم كلامها، وأن بمقدوره أن يعيد إليها كل ما قالته، بينما يمكن بكل بساطة أن تكون الترجمة الدقيقة لكلامها بالشكل التالي : (أشعر وكأنكَ لا تفهم علي تماماً كل ما أريد قوله، تساعدني لتجعلني أشعر باهتمامك فيما أقول؟). ولا شك أنه إن فهم الرجل شكواها بهذا الشكل فسيقل جداله معها، وستكون استجاباته أكثر إيجابية. وبسبب عدم معرفة الرجل لأسلوب المرأة في التعبير عن عواطفها ومشاعرها فإنه يحاول أن يصدر أحكامه على كلام المرأة، أو يحاول إبطال صحة مشاعرها وأنها على خطأ أن تشعر بهذا الشكل . وياحبذا لو يحاول الرجال والنساء أن يعيدوا فهم ما يفهمونه من كلام عضهما البعض، ولنحاول فيما سيأتي ترجمة ما يمكن أن تقوله المرأة، وما يمكن أن تكون عليه الترجمة الأصح لما تحاول المرأة التعبير عنه. (إنك لا تقوم بواجبك أبداً، إننا لم نعد أبداً نقوم بأي عمل مع بعضنا لأنك كسول، لا أشعر أني أحوز على الانتباه الذي أحتاجه، عليك أن تخجل من نفسك فأنا لا أهملك أبداً بهذه الطريقة). رغم أني أشعر وكأن أحداً لا ينتبه إلي، قد أكون متضايقة أنك مشغول جداً في الفترة الأخيرة، ولا أستطيع أن أقوم بأي عمل)). إنني أعمل كل شيء هنا وأنت لا تقوم بأي عمل. فأنا لا أستطيع أن أفعل كل شيء. لم كن زواجنا فق الايا با هل لك أن تساعدني وتطمئنني بأن ما أقوم به لا بأس به، «إن البيت دوماً في فوضى بسببك. لا أعتقد أنك تتوقع مني أن أنظفه كله من جديد. حيث أشعر وكأنك لم تهتم بي اليوم. يسرني جداً أن أتلقى منك بعض الانتباه لأن عملي كان اليوم متعباً . وأفكر ماذا ياترى فعلتُ لتبتعد عني. وأنك تبذل الكثير من أجلي، (لا شيء يسير كما نريد) . ولو لم أستمع إليك لما كنتُ في هذه الحالة التي أنا فيها. لو كان هناك رجل آخر لكان استطاع إصلاح الأمر إلا أنك خربته أكثر) . ولدي الكثير لأتحدث به إليك. كم بسرني ويريحني الحديث معك. ويبدو اليوم وكأن كل شيء لا يسير كما نريد. وتخبرني بأني سأتمكن من إنجاز هذه الأعمال) . وكل الأمثلة السابقة تشير إلى ضرورة الترجمة الدقيقة في فهم الرجل لكلام المرأة. ولا شك أنه بعد مدة من الوقت، ويستطيع فهم ما تقصده في كلامها. فقد ورد في أكثر من رواية عند مسلم على عائشة فنا فوجدها تبكي، والناس يذهبون إلى الحج الآن. فقال: (إن هذا أمر قد كتبه اللّٰه على بنات آدم، قال: ((فاذهب بها يا عبد الرحمن (بن أبي بكر) فأعمرها من التنعيم". وهكذا انتظرها رسول اللّٰه يلام حتى أتت بعمرتها من التنعيم، فطاف به قبل صلاة الصبح، وقال الراوي: وكان رسول اللّٰه وَله سهلاً إذا هويت شيئاً تابعها عليه صمت الرجل: وكما رأينا في عدم فهم الرجل للغة المرأة، فكذلك الحال بالنسبة للمرأة وفهمها لكلام أو عدم كلام الرجل. فمن أكبر الصعوبات التي قد تواجهها المرأة هي عندما لا يعود زوجها يتكلم، فصمت الرجل من أكثر ما تخطئ المرأة في ترجمته وتفسيره. ومن الأمور الشائعة آن يقف الرجل فجأة عن الكلام ويدخل في سمته . وهذه الحالة غريبة عادة عن طبع المرأة، ولهذا فقد تظن المرأة أولاً أن الرجل شارد الذهن لم يسمع ما تقول له، ولذلك فهو لا يتكلم. فمن عادة المرأة أن تفكر بصوت مرتفع مسموع، من خلال مشاركتها لمشاعرها مع من يهتم بالاستماع إليها من حولها. تكتشف المرأة ما تريد قوله أثناء كلامها مع الآخرين. إلا أن الرجل يتعامل مع المعلومات ويفكر بشكل مختلف تماماً. فقبل أن يتكلم أو يبدي استجابة موقف معين، ليتوصل بنفسه إلى الجواب أو التصرف الصحيح، ومن ثم يمكن أن يظهره للخارج ويعبّر عنه بكلمات أو فعل. وقد تأخذ عملية التفكير الصامت هذه من دقائق إلى ساعات، وإذا لم تتوفر للرجل معلومات كافية ليفكر فيها في الحلّ المناسب، إنها إن شغلها أمر تكلمت، فلماذا هو صامت لا يتكلم؟ . وعلى المرآة أن تتعلم تفسير صمت الرجل، وأنه عندما لا يتكلم فكأنه يقول لها: «لا أدري الآن تماماً ماذا أقول، إلا أن المرأة مع الأسف تفسّر صمت الرجل وكأنه يقول لها : (إنني لا أتكلم معك لأني غير مهتم ولا أبالي . إن كلامك ليس بهامّ ولذلك فأنا أتجاهلك!)) . إن الوقت الوحيد تقريباً الذي تصمت فيه المرأة هو عندما يكون ما تريد قوله جارحاً، ولا غرابة أن تشعر بعدم الأمن عندما يمتنع الرجل عن الكلام. فإنه يصمت عن الكلام ويدخل كهفه عندما يكون شغولاً بأمر، ولذلك فهو يعتزل ليفكر بحلّ مناسب للأمر . وعلى المرأة أن تتفهم طبيعة الرجل هذه إذا أرادت أن تكون صلتها معه يجابية وهادئة، ولا شك أن هذا قد يكون صعباً على المرأة لأن طبيعتها الأنثوية تقول لها أنه إن كان هناك أحد منزعجاً نعليها أن تحيط به وتخفف عنه وتخرجه من (عزلته)». وهكذا هي عندما تكون منزعجة، فإنها تحب أن يكون حولها من يكلمها ويرعاها، فكيف يُطلب منها الآن أن تترك رجلها في حاله، فإنها ستعينه على الخروج مما هو فيه. إلا أن هناك علامات إنذار تشير إلى حاجة الرجل لفترة من الصمت. مثاله عندما تسأله المرأة: (ما الخبر؟) فيجيب جواباً عامًا يُظهر من خلاله عدم استعداده للكلام. ومن الخطأ هنا أن تلحّ المرأة في الحديث وفق الأمثلة التالية: عندما يستعمل الرجل مثل هذه الإشارات، فهذا يعني أنه يحتاج من المرأة لشيء من التقبل بصمت، أو أن تعطيه مجالاً واسعاً ليختلي بنفسه. وعلى المرأة أن تفسّر عبارة الرجل: أنا بخير) بالشكل التالي : (إني بخير لأنني أستطيع التصرف في هذه المشكلة بنفسي، وثقي بقدرتي على التصرف بفدي إن المرأة إذا لم تحسن فهم عبارات الرجل ومصطلحاته فإنها ستقع في قد تفهم المرأة: (إني غير منزعج لأنني لا أبالي، وعندما يقول الرجل: (كل شيء تمام)»: نقد تفهم المرأة: (إني لا أبالي بما جرى. وعندما يقول الرجل: «لا يوجد شيء)): فقد تفهم المرأة: «لا أدري ما هو الأمر الذي يزعجني، وعندها تحاول المرأة بناء على هذا الفهم، أن تنهال على الرجل بالأسئلة، وإذا سمعت الرجل يقول: (الأمور حسنة): نقد تفهم المرأة: (الأمور حسنة الآن، ولكن تذكري أنكِ السبب فيما والترجمة الأصح: «هناك مشكلة إلا أنك لست السبب فيها، واستطيع حلها بنفسي. فأرجو عدم مقاطعتي لأنني أحاول التفكير في هذه المشكلة، وتنشأ الكثير من المشكلات الزوجية لأن الزوجة تحاول تعقب الرجل إلى كهفه، حيث يصعب عليها تفهم أن الرجل حقيقة يحتاج لفترة من العزلة أو الصمت عندما يكون منزعجاً. وعلى المرأة أن تتعلم أن لا تدفع الرجل إلى الكلام قبل أن يكون جاهزا لهذا، - وكما تقول الأسطورة عند هنود أمريكا - سيحرقها التنين الذي يحمي الكهف! تصرف المرأة أمام صمت الرجل: ولا شك أن المرأة ستسأل ماذا يمكنها أن تفعل لتختصر مدة صمت الرجل وعزلته في كهفه، فإنه سيقول بوضوح: إنه كلما حاولت المرأة أن تفعل هذا الشيء، وبأنها تلومه على تصرفه هذا . إن الرجل عندما يدخل الكهف فإنه يشبه بذلك المقاتل الجريح الذي يريد أن يختلي نفسه ليستريح ويضمد جراحه، أن تقوم المرأة ببعض الأمور ٢ - كوني على ثقة بقدرته على حل المشكلة التي أمامه. ٣ - لا تحاولي مساعدته بتقديم الحلول والمقترحات إليه. ٦ - لا تقلقي عليه أو تشعري بالأسف لحاله. ٧ - قومي بعمل يسعدك ويريحك. إن المرأة تريد من الرجل عادة أن يقلق عليها عندما تكون هي أمام مشكلة أو منزعجة، ويمكنه عندما يراها سعيدة أن يركز انتباهه أكثر على المشكلة التي أمامه من غير أن يحتاج للقلق على زوجته . ويمكن للمرأة أن تقوم بالأعمال التي تسعدها وتريحها، وهناك الكثير من هذه الأعمال التي نذكر منها على سبيل المثال : - قراءة كتاب أو رواية. - الحديث إلى صديقة على الهاتف. - الذهاب إلى السوق لشراء بعض الحاجات. وعلى كل من الرجل والمرأة أن يقفا عند تقديم المساعدة للآخر بالطريقة التي يتمنى كل منهما أن يتلقاها عندما يحتاج هو للعون والمساعدة. وتقديم المساعدة بهذه الطريقة التي تناسب الآخر ويرتاح إليها. إن أهم ما يحتاجه الرجل هو أن يشعر بأنه محط الثقة من قبل زوجته، ويشعر الرجل بتأييد زوجته له إذا كانت أعمالها وتصرفاتها توحي له بلسان حالها: (إني أثق بك وبإمكاناتك، وسوف أقدم لك المساعدة فقط عندما تطلبها مني بوضوح». وليس من السهل على المرأة في بداية الأمر أن تقدم دعمها للرجل هذه الطريقة التي لا تتمنّاها لنفسها. مكن للمرأة أن تستخرج أفضل ما عند الرجل من خلال أن تطلب منه المساعدة بدل أن توجه إليه اللوم والانتقاد. وعندما يتصرف الرجل بطريقة لا ترتاح إليها المرأة، فيمكنها أن تقول له وبصراحة أنها غير مرتاحة لهذا التصرف، نقد تتساءل المرأة عما تفعل إذا كان بعض سلوك الرجل غير مقبول، كأن نكون طريقة ارتداء ملابسه غير مناسبة، أو طبيعة علاقاته بالآخرين غير محببة. وقد تقول الزوجة أنها حاولت معه مرات ومرات ولكن من دون فائدة، وكأنه كلما طلبت منه الانتباه لنفسه أو تغيير سلوكه فإنه يغضب أو يتجاهل كلامها والأفضل من هذا أن تقدم التقبل المحب له، إنه بعد أن يشعر بتقبلها له، فإنه سيبدأ يسأل نفسه عما تفكر به وبنظرتها للأمور. فإنه سيبادر من نفسه للتغيير والإصلاح. وإذا شعرت المرأة أنها لا تحصل على الذي تريده، الأساليب الأربعة التالية : ١ - إذا قام الرجل بشراء حاجة للمنزل والمرأة ترى بأنها لا ترتاح إليها، وإذا لم يرتح الرجل حتى من هذه الملاحظة التي أبدتها، فيفيد أن تقدّر حساسيته من الأمر، وتعتذر إليه بأنها لم تكن تحاول أن تعلمه كيف يشتري. إنني لم أرتح إلى شكله، فهل يمكننا تغيير لونه يا ترى؟). ويفيد عندها أن تؤجل الموضوع لوقت آخر. ولا أريد أن أجرح مشاعرك، ولعلك تساعدني في طرح الموضوع بالطريقة المناسبة». ويشجعه على إبداء رأيه في الأمر من دون انزعاج كبير . إن الرجل يشعر عادة وكأن زوجته تعامله كطفل صغير، ولكن من خلال الامتناع عن تقديم النصح والتوجيهات. فإنه سيسعى من نفسه للتغيير . وحط من قدراته. فعندما تقدم المرأة ثلاً مساعدتها للرجل وهو يقوم بإعداد الطعام فقد يشعر بأن زوجته لا تثق بقدرته على القيام بالعمل، بينما ترى هي في مساعدته لها عندما تطبخ دليلاً على محبته وتقديره لها. إن المرأة تسعد كثيراً لسماع صوت زوجها يسألها بعطف: (كيف أنت يا عزيزتي؟) فهذا يشعرها باهتمامه ورعايته. بينما إذا قالت الزوجة للرجل : «كيف أنت يا عزيزي؟) فقد يشعر بأنها لا تثق بقدرته على تدبير أموره نفسه . إن على الرجل بشكل عام أن يبحث عن طرق تظهر لزوجته بأنه يهتم بها وبرعايتها، تلك الزوجة التي كانت كلما أراد زوجها السفر، ووقت مغادرة المنزل كي لا تفوته الطائرة، وإن كان لم ينس القمصان والجرابات. وطلب منها أنه إن نسي حاجة ما، .". إن تقوية العلاقة الزوجية - والعلاقات الإنسانية بشكل عام - قد لا نحتاج لتغييرات كبيرة في سلوكنا وحياتنا، أن تسمع مثل هذا التطمين. وحاجاته النفسية. كيف تقدم الدعم للمرأة؟ فأرجو أن تتركيني قليلاً، ولا أطيق الكلام معك، إلى نفس زوجته، بأن يخبرها بأنه (سيعود إليها بعد قليل)). وتقدّر المرأة عادة ما يصدر عن الرجل من تطمين، مما يفيد جداً أن يذكر الرجل حاجتها هذه باستمرار. ومن النافع أن نذكر هنا أن المرأة قد كون قد واجهت في حياتها وهي فتاة صغيرة شكلاً من أشكال رفض والدها ها، أو أن تكون قد رآت والدتها ترفض من قبل زوجها (كما في حالات الطلاق مثلاً)، فيمكن أن تصبح عندما تكبر امرأة شديدة الحساسية لكل ما بشير إلى الرفض أو المنبوذية من قبل زوجها أو غيره. إن الرجل يشعر عادة بالهجوم والاعتداء عليه عندما تبدأ زوجته بالتشكي والحديث عن مشكلاتها ومشاعرها، فهو يستنتج أنها تلومه على هذه المشكلات والمشاعر. حيث يغيب عن معظم الرجال أن المرأة تحتاج إلا أنه يمكن للمرأة من خلال الممارسة والتدريب أن تتعلم كيف نحقق حاجتها بالحديث عن الصعوبات والمشاعر، ولكن من غير أن تُشعر الرجل باللوم أو العتاب. فيمكنها مثلاً أن تطمئن الرجل إلى أنها لا تقصد لومه على هذه الصعوبات، ويمكنها أن تقول له مثلاً : - «كم أشعر بالراحة لمجرد الحديث معك عن هذه المشكلات)). - «كم يسعدني أن أستطيع الكلام معك)). - (إنني أشعر الآن بالارتياح بعد أن تحدثت لك عن ذلك، يصبح أكثر إيجابية وقبولاً من قبل الزوجين معاً. ويمكن للزوجة كذلك أن تحاول خلال حديثها إدخال بعض العبارات التي تنم عن تقديرها للجهود التي يبذلها زوجها من أجلها. فإذا كانت مثلاً تشتكي من الأعمال المنزلية التي تقوم بها، أو تمتنع عن التشكي لمجرد أن توافق ما يريده الرجل، وذلك من خلال إدخال التغييرات البسيطة التي سبق ذكرها هنا . فقد يوجد عند كثير من النساء مثل هذا الافتراض، ولذلك فهن لا يخبرن الرجل بتقدير جهوده وخدماته. والحقيقة أن الرجل يحتاج دوماً لأن يشعر بأن زوجته تدرك وتقدر مساعيه وخدماته. إلا أنها لسبب ما لا تجد أن الوقت مناسب لمثل هذا الحديث معه، لتحاول الحصول على التاييد والتشجيع الذي تحتاج. ثال واقعي : غسلتُ لك كل الصحون!). إلا أنه الآن وبعد أن عرف طبيعة الفروق بينه وبين زوجته قال:- «اللّٰه يعطيك العافية، وبعد قليل من الحديث والاستماع، فالعصير سيريحني كثيراً)). «لقد ارتحت كثيراً بالحديث معك. كيف يستمع الرجل من غير أن يغضب؟ إن أفضل ما يقدمه الرجل للمرأة هو حسن الحوار والاستماع. وقد سُئل عدد كبير من الرجال عن عدم حوارهم أو استماعهم للمرأة، فأجاب معظمهم أنهم عندما يحاولون الاستماع لزوجاتهم فإنهم يشعرون بالغضب نتيجة لطبيعة كلام المرأة عن مشكلاتها . ويفيد للرجل أن يتعلم كيف يستمع لزوجته من غير أن بنزعج أو يغضب. الملاحظات التالية حول بعض المواقف العملية واقتراحات إمكانية التعامل معها. ويبقى من حقها أن تحسّ بمشاعرها هذه. أو بسبب شعورك بأنه مهما صنعت فهي لن تشعر بالتحسّن. الاقتراح: لا تلومها على عدم تحسّنها بعد عرض حلولك عليها، وهي في الحقيقة لم تكن تبحث عن حلول. حاول أن تمنع نفسك من عرض الحلول والمقترحات. ٤ - إنها قد لا تقدّر في البداية استماعك إليها، وقد تشعر أنك لم تعرض وجهة نظرك في الأمر. الاقتراح: تأكد قبل عرض وجهة نظرك أنها قد انتهت من كلامها، ٥ - قد لا تتمكن رغم بذل جهدك من فهم وجهة نظرها، ولكن لا تلومها على هذا. ٦ - إنك غير مسؤول عن مشاعرها رغم أنها قد تبدو في كلامها وكأنها تلومك على هذا . وحقيقة الأمر أنها تريدك أن تفهم عنها ما تريد قوله. الاقتراح: امنع نفسك عن الموقف الدفاعي، ٧ - إذا جعلتك تشعر بالغضب الشديد، فتذكر أنها ربما لم تفهمك شكل جيد، وقد تكون في أعماق نفسها بريئة ووديعة، كيف تستمع من غير لوم: كثر الرجل من لوم زوجته أنها تلومه في حين أنها قد تكون قد حدثت ببراءة عن مشكلاتها، نمثل هذه العبارة تنم عن احترام، ولكن في ذات الوقت تعطي الزوجة فرصة لتعديل ما قد شعره الزوج من اللوم والتأنيب. إن حسن استماع الرجل، وحسن تفسير كلام زوجته يحتاج لمزيد من التدريب والممارسة لإتقانه. ويمكن للزوج أن يتعمد عندما يعود إلى منزله أن بسأل زوجته كيف كان يومها، وعليه أن يذكّر نفسه باستمرار أنهما يتكلمان بلغتين مختلفتين، وإذا شعر الرجل بالانزعاج من كلام زوجته فيفضل عندها أن لا يستمر في الاستماع، لأن الجو سيزداد توتراً وحدة. إلا أن هذا صعب جداً الآن، وأحتاج لبعض الوقت للتفكير فيما قلتيه)).