يعدّ العلم والأخلاق معاً من أهم ركائز المجتمعات وعناصر نهضة الأمم والشعوب، فالعلم يبني الأفراد والمجتمعات، والأخلاق تحصن الفرد، فالعلاقة بين العلم والأخلاق علاقة تكاملية، فلا علم له أثرٌ طيبٌ بدون أخلاقٍ، ولا أخلاقٌ صحيحةٌ من غير علمٍ يبصّر ويرشد، فالعلم العين المبصرة للأخلاق والقيم، والأخلاق والقيم الوعاء الحافظة والراعية للعلم. وتترتب على اقتران العلم بالاخلاق آثارٌ إيجابيّةٌ تعمّ الأفراد والمجتمعات على حدٍ سواءٍ، منها قوّة شخصية الفرد حامل العلم، وكذلك قوّة تماسك المجتمع، لوجود نماذج متعددةً من العلماء المتسربلين بالأخلاق في علمهم، فأنت تجد العالم الصادق في علمه أيّاً كان تخصص هذا العالم، فكل العلوم متى قيّدت وحفت بالأخلاق، فإنّها حتماً ستعود بالنفع على الجميع، فتزيّنها بالأخلاق له فائدته العظيمة. ولا ننسى تشجيع روح التنافس بالمجتمع؛ وذلك باقتران العلم بالأخلاق، وكذلك فإنّ لتجرد العلم من الأخلاق الحسنة آثاراً وخيمة تعود على الأفراد والمجتمعات على حدٍ سواءٍ، لما وجدوا فيه من أخلاقه السيئة الذميمة، كأثرٍ مباشر لانتزاع صفة الأخلاق، أو إمام مسجدٍ يؤثر نفسه على غيره على حساب المبادئ والقيم، وكذلك قتل روح الهمّة والتنافس لطلب العلم في المجتمع؛ وتسمم العلاقات الاجتماعية، وأفول نجمها كنتيجة لازمة لتراكم الأخطاء المترتبة على العلماء، نتيجة غياب وازع الأخلاق لديهم. فإنّ العلم والأخلاق جناحان يحلق بهما الفرد والمجتمع على حدٍ سواء، بهما تبنى الحضارات وبهما يعلو نجم الأمم وتبلغ متون العوالي،