ربط ابن خلدون نشوء الحضارات والعمران المتقدم في بعض المناطق وغيابها في بعض المناطق بدرجة الحرارة، حيث رأى أن المناطق ذات الحرارة العالية تتعرض لجفاف أكثر وتكون فرصة البنيان فيها أقل، في حين أن المناطق الباردة نسبيا تكون بيئتها أفضل للحياة والإنتاج بشكل عام والإنتاج الغذائي بشكل خاص، أما المناطق الباردة جدا فهي صعبة كذلك بسبب صعوبة إنتاج الغذاء فيها. وهنا نستطيع أن نفهم أن ابن خلدون كان يهتم أولا بالغذاء وضرورة توفره لكل مجتمع كي تدور عجلة التقدم وكيف يلعب الجو دورا إيجابيا في حال مناسبته للإنسان بناء على لعبه الدور المباشر في التصنيع الغذائي، هذا الكلام ما زال صحيحا حتى الآن، فالدول الرائدة في العالم هي دول مكتفية غذائيا وتملك أجواء معتدلة (بالمتوسط) على مدار السنة حيث فيها البرد والشتاء وفيها الصيف والشمس.