حتى لو بدا في أغلب الأحيان غير واع بذلك تمام الوعي. إنها ما يطبع نمط حياته وسلوكه في المجتمع، ويشكل نسيجا لمعتقداته وتقاليده وتاريخه ولغته وفكره وآدابه وفنونه. ولما يجعل هذه الهوية تختلف عن غيرها من هويات المنتمين إلى مجتمعات أخرى.رهانا كبيرا بالنسبة إلى جميع المجتمعات البشرية، سواء في ما يرجع إلى ارتباطها بقضايا جديدة تماما مثل: الديمقراطية، وحقوق الإنسان، والتنمية والتحديث؛ أو في ما يخص مسألة العلاقات بين الدول والشعوب والثقافات. والظاهر أن مفهوم الثقافة كما يتداول حاليا في فضاء الفكر المعاصر، ينحو تدريجيا لاحتلال مكانة مفهوم آخر هو مفهوم الأيديولوجيا، الذي ظل ـ كما لا يخفى ـ مهيمنا على ساحة الفكر السياسي والفلسفي فترة طويلة تجاوزت القرن.الحرب الباردة،لمجريــات هذيــن المفهوميــن: الثقافــة والأيديولوجيــا، وفــي مقابــل ذلــك مــدى تنامــي الاهتمــام الــذي يوليــه المفكــرون، والمحللــون السياســيون، فــي عالمنــا المعاصــر لإشــكالية الثـــقافة وللمفاهيــم التي أضحت مرتبطة بها ارتباطا وثيقا مثل: الهوية الثقافية، الديمقراطية والتربية على ثقافة حقوق الإنسان، الحقوق الثقافية للشعوب،السياسات الثقافية، وهذا الاهتمام