تتخذ الحرية لاسيما حرية الكلمة بعداً مؤثراً لاسيما من ناحية الجذب ، ويعتقد البعض بأن الكاتب باستطاعته كتابة مايشاء غير ان الواقع خلاف ذلك لاسيما في الصحافة الورقية والتي تخضع لمعايير تنظم العملية الاعلامية في اطار الحرص على تماسك بنية المجتمع والمحافظة على الاستقرار على جميع الاصعدة ، ان الاحاطة بأبعاد تأثير ماينشر يجب ان يؤخذ بالاعتبار والمسألة ليست جرأة وسباحة عكس التيار بقدر ما تتشكل النتائج السلبية على المدى البعيد وتفرز تراكمات نفسية واخلاقية يصعب معالجة آثارها وهذا مايجب ان يعيه كل مسؤول مؤتمن سواء كانت مطبوعة ورقية اوموقعاً الكترونياً ، ويدور في خلد الكاتب أحياناً أفكار ربما يستقيها من الواقع المعاش أو من خلال استقرائه لقضية معينة قد تتطلب البحث والتنقيب ! والإحاطة بجميع جوانبها لتتبلور في ذهنه ومن ثم يقوم بإعداد الصيغة المناسبة، فيأذن لها بالنزول على الورق ليسوقها مترادفة كلمة تردف الأخرى. انطلاقا في هذا الاتجاه فإن تحري الدقة من الأهمية بمكان والكلمة سلاح ذو حدين إذ يمكن استخدامها للبناء ويمكن استخدامها للهدم ايضا، وهذا مقرون بطبيعة الحال بعدة عوامل منها صحة وسلامة الهدف وكذلك التوقيت المناسب واختيار الوسيلة المناسبة للوصول إلى الهدف بيسر وسهولة. فالكلمة الصحيحة في السياق الخطأ أو الكلمة الخطأ في السياق الصحيح كلتاهما ستؤدي للنتيجة نفسها، وإذا كان الطرح يتطرق الى قضية حساسة تهم المجتمع بشكل عام فإن على الكاتب في هذه الحالة توخي الدقة الحرص، فإن الكلمة أيضاً لا تقل أهمية وخطورة ، ومن نافل القول إن الإبحار في الأعماق يتطلب معرفة دقيقة بالعوم لكي لا يغرق الكاتب ويغرق الآخرون معه ويحوم حول دائرة يكتنفها الغموض من كل جانب ويلاحقها الشك فالحكم غالباً يكون على الظاهر ولا يعلم بالسرائر إلا الخالق سبحانه وتعالى،