لقد تركت ظاهرة العولمة آثارًا وتغيرات على الفكر المحلـي بشـكل عـام والفكـر المحلـيالفلسطيني بشكل خاص يمكن توضيحها في النقاط التالية:أولاً: لقد تركت العولمة تأثيرًا على الفكر المحلي مـن خـلال الـنظم المعلوماتيـة والتكنولوجيـاوالتواصل السريع بحيث أدت وسائل الإعلام والمؤتمرات والصحف والكتابات والمـؤتمرات المحليـةوالإقليمية والدولية إلى سرعة تبادل التطور في الفكر المحلي حيث بدأت مفـاهيم الحكـم والمركزيـةواللامركزية تظهر وتطفو على السطح وتترك آثارًا على النظم المحلية،الأخير من مؤتمرات وما خصصتة الأمم المتحدة من خلال مؤسساتها من دراسات وتمويـل للبـاحثينترك أثرًا ايجابيًا في إغناء أدبيات الفكر المحلي بشكل واضح. وقد بدأت الدول النامية في التبني لهـذهالأفكار في نظمها وقوانينها وأنماط إدارتها في البلديات والمجالس المحلية بشكل عام.الفلسطينية تأثرت كثيرًا على مدار السنوات الست الماضية وحدث إنقلاب كامل فـي الفكـر المحلـيالفلسطينية حيث كان لظاهرة العولمة والنظم المعلوماتية والتطورات الدولية الأثر البـارز فـي هـذا ربما نستطيع القول أن النظم المحلية الفلسطينية كانت من أكثر النظم المحلية التي حصلت فيهاتحولات فكرية في السنوات العشر الماضية وكان ذلك لعدة أسباب-:-1 إن السياسة العامة الفلسطينية في مجال النظم المحلية كانت في فلسفتها تقوم على أن تبدأ مـن لقد عايشت فترة بناء النظم المحلية ما يجري من تغيرات دولية وعالميةفقد تزامن هذا البناء للنظم المحلية الحديثة في فلسطين مع ظواهر عالمية كثيـرة وتغيـراتسواء كانت إقتصادية أو إجتماعية أو ثقافية أو سياسية فكان هذا الوليد الجديد.مرحلة التشكيل والتطوير أكثر من غيره في التأثير والإستجابة لمثل هذه التحولات العالية.-2 الوعي الفكري والتنبه لدى القيادة الفلسطينية لأهمية التركيز على النظم المحليـة فـي هـذهالمرحلة حيث أصدرت القيادة قرارًا بأن تأخذ النظم المحلية نمط الحكم المحلي ولـيس الإدارةالمحلية منذ اللحظة الأولى بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية مما هيأ المجال لتفعيل الكثير منالأنماط الحديثة في مجال النظم المحلية حيث أدخلت أفضل الأسـس الإداريـة واللامركزيـةالمالية في هيئات الحكم المحلي الفلسطيني.-3 الجمود الذي لحق في النظم المحلية الفلسطينية طيلة الخمسين سنة الماضية ترك فراغاً لا بـدمن سده فكان هناك مجال لإستيعاب الكثير من التجارب خاصـة فـي مجـال اللامركزيـةوالديمقراطية وتجسيد ذلك من خلال سن قوانين واضحة ومرنة.-4 إعتبارالتطور في النظم المحلية الفلسطينية شكلاً من أشكال تجسيد السيادة الفلسطينية وتـزامنذلك مع بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية، حيث بدأت المؤسسة المحليـة تأخـذ دورهـا بعـدتهميشها وفي حالات أخرى تغيبها عن الساحة الخدماتية فقد تعاظم دورها في مجالات مختلفةمنها الخدمات وأخرى في مجال التنمية الإقتصادية.-5 النزعة الديموقراطية لدى المواطن الفلسطيني بعد الإحتلال العسكري الإسرائيلي ورغبة الفردالفلسطيني في التعبير عن إرادتة من خلال المشاركة في إدارة نفسه لنفسه وهذا ظهر جليا فيمشاركة الفرد الفلسطيني سواء في تشكيل الهيئات المحلية أو التمويل الطوعي لهذه الهيئـاتبشكل منقطع النظير حيث بلغت المشاركة والمساهمة الطوعية للشعب الفلسطيني في تمويـلالمشاريع المحلية الخاصة بالخدمات والبنية التحتية في السنوات الماضية يقرب مـن مـائتيمليون دولار6 المساعدات الخارجية سواء من الدول أو المنظمات الدولية لفلسطين والذي كان جـزء منهـايأتي على شكل بناء المؤسسات وقدرتها على الإدارة من أجل تطـوير قـدرتها علـى إدارةالمشاريع والخدمات وكان الكثير من هذه البرامج والمشاريع يوجه بشكل خاص للمؤسسـاتالبلدية والقروية مما ترك تطورًا واضحًا في السنوات الماضية وانعكس ذلك على ما تم مـنبناء مؤسسات محلية في فلسطين فقد إرتفع عدد الهيئات المحلية على المستوى البلدي من 29بلدية إلى115 بلدية ولم يعد هناك تجمع سكاني تعداده 500 مواطن فما فـوق إلا وتـم فيـه-7 إن النظم المحلية ضاربة جذورها وأسسها موجودة قبـل الاحـتلال الصـهيوني والإنتـدابالبريطاني وأن الذي حدث هو إضافة على أساس موجود وأن نظم الحكم المحلي في فلسـطينتقوم على الإنتخابات الديموقراطية منذ الحرب العالمية الأولى وهذا ما سهل وفـتح الطريـقأمام نمو وتطور النظم المحلية المعاصرة في فلسطين. لقد بدأ العمل على ترميم الفكر المحليالفلسطيني آخذًا عدة أشكال ومسارات تم العمل وفقها وبشكل متواز من خلال النقاط التالية:أ- العمل أولا على استحداث هيئات محلية في المدن والقرى التي كان لا يوجد فيها مثـلهذه المؤسسات حيث تم إنشاء أكثر من(400)وحدة محلية على مدار السنوات السـتب- العمل على وضع قوانين وأنظمة تقوم على أساس تجارب الدول المحيطة والتي تمـرفي ظروف شبيهة بظروف فلسطين والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة والتي قطعتأشواطًا كبيرة في هذا المجال حيث صدرت العديد من القوانين والأنظمة والتي نـرىبأنها ليست ببعيدة عن ما هو موجود في الدول المتقدمة أو التي لها تـاريخ وتجربـةت- العمل على بناء نظام مالي ولا مركزية مالية وتطوير نظام الإيرادات المحلية،بدأت الهيئات بالعمل على تحقيق مبدأ الاعتماد على التمويـل الـذاتي المحلـي وقـداستفادت التجربة الفلسطينية من بناء نظم مالية لامركزية من خـلال عـدة دراسـاتث- العمل على بناء إتحادات محلية، حيث توج ذلك في تأسيس إتحاد البلديات الفلسـطينيةومجالس الخدمات المشتركة كما إستطاعت الهيئات المحلية الفلسطينية أن تكون عضواًفي كثير من الاتحادات العالمية أو الدولية. وقد شاركت هذه المدن فـي الكثيـر مـنالتنظيمات الإقليمية خاصة مدن حوض البحر الأبيض المتوسط.- العمل على نقل النظم المحلية من خلال تطوير دورها من دور كلاسيكي تقليدي إلـىدور حديث بحيث تم التركيز على الأولويات الإجتماعية والثقافية والسياسية بالإضـافةإلى دورها التقليدي من تقديم خدمات الكهرباء والمياه والنفايات وغيرها من الخدمات.ح- العمل على تطوير مفهوم الإدارة المشاركة وتطوير مفهوم المشاركة المجتمعية سـواءفي الإدارة أو رسم السياسة أوالتشكيل للهيئات المحليـة أوحتـى فـي تمويلهـا، أيباختصار نستطيع القول أن الفكر المحلي الفلسطيني المعاصر يقوم على الأسس التالية:1 اللامركزية: المقصود هنا هو إنشاء وحدات محلية على درجـة معقولـة مـناللامركزية سواء في التنفيذ أوالتمويل حيث ضمن المشـرع نقـل جـزء مـنصلاحيات وسلطات الحكومة المركزية إلى الهيئات المحلية.2 الديمقراطية: لقد تم إقرار قانون الإنتخابات المحلية والذي نرى لدى مراجعته أنه وقد ضمنتبنوده ونصوصه القانونية إنتخابات ديموقراطية.الأشكال التالية:أ- المشاركة في التشكيل للهيئات المحلية ومجالسها.الطوعي.ت- المشاركة في رسم السياسة واتخاذ القرارات من خلال اللقاءات العامة.ث- المشاركة في الرقابة الجماهيرية على الهيئات المحلية.الإفلات من التفتيت للهيئات المحلية ومحاولة تجميعها بشكل أوبآخر والتجربة هنا أخذت عددًا مـنالأنماط أو الأشكال والتي تتلخص بما يلي:1) إنشاء مجالس الخدمات المشتركة لتضم في عضويتها الكثير من التجمعات الصغيرة.محلية شاملة ومتكاملة.الوقت الحاضر.