-  هَلْ أَسْتَطيعُ أَنْ أَسْهَرَ مَعَكِ قَليلًا، حَتّى أُتابِعَ نَشْرَةَ الأَخْبارِ؟ -  لأنَّني أَسْمَعُكِ وَخالَتي "سَنا" تَتَكَلَّمانِ عَنْها دائِمًا… وَلَم تَسْمَحي لي يَوْمًا بِأَنْ أُشاهِدَها! لَيْسَ اليَوْم، وَلا في أَيِّ يَوْمٍ آخر! نَشْرَةُ الأَخْبارِ لَيْسَتْ للصِّغارِ. هكَذا دائِمًا يَنْتَهي النِّقاشُ مَع ماما: "نَشْرَة الأَخْبارِ لَيْسَتْ للصِّغار!" وَالأَحاديثُ الَّتي تَجْري حينَ نَخْرُجُ للَّعِبِ عَلى الشُّرْفَةِ، هذِهِ أَيْضًا لَيْسَتْ للصِّغارِ! وَالجُلوسُ مَعَ بابا لِشُربِ القَهْوَةِ في الصَّباحِ، فَأُمُّها تَسْمَحُ لَها بِأَنْ تَجْلِسَ مَعَها، وَفي الأَمْس، مِنْ دونِ أَنْ يَنْبسوا بِبِنْتِ شفة. هُوَ أَيْضًا سَأَلَهم إِذا كانَ يَسْتَطيعُ أَنْ يَجْلِسَ مَعَهم، فَكانَت إِجابَتُهم، ولكِنَّ المَدْرَسَةَ للصِّغارِ وَالفُروضَ المَنْزِلِيَّةَ للصِّغارِ وَالثِّيابَ "المُرَتَّبَةَ" (أيّ المُمِلَّة) الَّتي تَخْتارُها لي أُمِّي مِنْ دونِ أَنْ تَسْأَلَني، آه كَمْ أَكْرَهُ الخُضار! لا أَحَدَ يَقولُ للكِبارِ أَنْ يَأْكُلوا الخُضارَ، الكِبارُ يَأْكُلونَ ما يَشاؤونَ. هُمْ يُقَرِّرونَ، وَنَحْنُ نُنَفِّذُ. هُمْ "يَعْرِفونَ مَصْلَحَتَنا"، وَنَحْنُ نَجْهَلُها. نَحْنُ نَعيشُ في عالَمٍ يَصْنَعُهُ الكِبارُ… وَعَلى الرَّغْمِ مِنْ ذلكَ، أَسْمَعُها تَقولُ وَهِيَ تُبَدِّلُ مَلابِسَها: "لَيْتَني كُنْتُ صَغيرَةً حَتَّى أَلبِسَ ما أُريدُ!" وَحينَ يَتَلَقّى أَبي مُكالَمَةً مِنْ مُديرِهِ في العَمَلِ،