أن عملية تطوير المناهج هامة وضرورية في بناء المواطن الصالح وإنسان المستقبل، ولذا فإن عملية تطوير المناهج لابد أن تكون عمليـة مستمرة غير منتهية، وهذا يفرض على المشتغلين في مجال المناهج تعـرف المبررات والأسباب والظواهر التي تدعو إلى ضرورة تطوير المناهج الدراسية. ومن جهة أخرى قد لا تتسق أهداف المنهج مع أهداف النظام التعليمي ذاته، وفي جميع هذه الحالات، وتلخـص إحـدى الهيئات العلميـة School Council Research Group الأسباب الرئيسة وراء ظهور الحاجة إلى تطوير المناهج القائمة في خمسة أسباب عامـة هي: 3. الاستجابة لتغيرات داخل النظام التعليمي ذاته. كتاب ( اتجاهات وتطبيقات حديثه في المناهج وطرق التدريس) محمد السيد علي /داو المسيره -عمان الطبعه الاولئ عام ٢٠١١ ص ٢٨ وظهرت هناك مجموعتان من الأسباب ايضاً تؤدى الى تطوير المناهج وهي المجموعة الأولى : أسباب ترتبط بالماضي المجموعة الثانية : اسباب ترتبط بالمستقبل أولا /سوء وقصور المناهج الحالية عندما تجمع كل الآراء والتقارير على سوء المناهج الحالية فان عملية تطوير المناهج تصبح أمرا ضروريا ويمكن الحكم على سوء وقصور المناهج الحالية من خلال : ان نتائج الامتحانات المختلفة التي يؤديهـا التـلاميذ تعبر عن مؤشر هام يدل على نوعية وصلاحية المناهج المتبعة وكلما ساءت النتـائج كلما استدعى ذلك تطوير هذه المناهج ونحن لا نقصد في هذا المجال بكلمة النتائج معرفة النسبة المئوية للنجاح أو الرسوب وانما يجب بالاضافة الى ذلك تحليل علمي دقيق لهذه النتائج بحيث يؤدي هذا التحليل الى معرفة أوجه القصور والضعف في جوانب المنهج المختلفة • ۲ - تقارير الموجهين والخبراء والفنيين : فاذا اجمعت غالبية التقارير التي يعدها الموجهون على سوء جوانب المنهج المختلفة نتيجة للزيارات الميدانية التي يقومون بها في المدارس وخاصة اذا تمت صياغة هذه التقارير بموضوعيـة تامة فان ذلك يستدعى عمليـة التطوير ، ذلك لأن هذه التقارير تتعرض في معظم الأحيان لنوعيـة المدرس واعداده ونشاطه وطرق تدريسه وكذلك للمقررات الدراسية وما بها من ضعف وغموض وثغرات وكذلك للمستوى العام للتلاميذ. اذا تبين هبوط مستوى الخريجين في كافة التخصصات فان ذلك في حد ذاته يعتبر دافعا قويا لاعادة النظر في المناهج وتطويرها ه ـ الرأى العام : قيمه اتجاهاته • والاكتشافات تتلاحق والابتكارات تتوالى لمدرجة أننا نعيش في عصر يطلق عليـه الآن عصر الانفجار المعرفي أو الثقافي وطرق التدريس هي الأخرى تتأثر بهذا وذاك فالمجتمع يتغير . والتربية هي الأخرى شاءت أم لم تشأ تجد نفسها في دوامة التغيير لأنها نشأت لكي تخدم المجتمع وتساهم في تحقيق أهدافه ومن غير المعقول أن يتغير هذا المجتمع وتبقى التربية وهي احدى وسائله جامدة ساكنـة والا تخلفت وحكمت على نفسها بالفشل والفناء وهكذا نجد أن كل شيء يتغير وحيث أن المنهج يرتبط بكل هذه العوامل فيتغير بدوره نتيجة لأفكار وجهود وبحوث المختصين والمتخصصين المجموعة الثانية : اسباب ترتبط بالمستقبل يمكن التنبؤ بهذه الاحتياجات عن طريق دراسة شاملة للواقع والحاضر تؤدى الى التنبؤ ببعض الامور والاحتياجات في المستقبل على أن تستند هذه الدراسة على التخطيط الدقيق المرن • وهكذا نرى مطوري المناهج في ظل هذا المفهوم يهتمون بما قد حدث في الماضي وبما ستصير اليه الأمور في المستقبل ، ثانيا- المقارنة بدول وصلت الى مكانة مرموقة في مجالات التطويرالمختلفة ومحاولة الوصول الى مستوى هذه الدول. فاذا ما تأملت في أوجه التقدم وفي النظم المتطورة للدول المتقدمة فان ذلك بدون شك سيكون دافعا على احداث نوع من التغيير في حياتها وفي نظمها حتى تقترب من هذه الدول المتقدمة ومن هنا تأتى فكرة التطوير اى أن النظرة إلى النظم المتطوره في كافة المجالات. مكتبة الانجلو المصريه /القاهره/ص ٢٣ وكذلك يمكن القول أن عملية التطوير تستند إلى مجموعة من المبررات ، وهذه المبررات هي: ثانياً: سيادة المنهج العلمي في شتئ المجالات رابعاً: التزايد الهائل كما ونوعا في وسائل الإتصال الجماهيري كتاب (تطوير مناهج التعليم ) د احمد حسين اللقاني ثانيا/ التغيرات التي طرأت على التلميذ والبيئة والمجتمع والمعرفةوالعلوم التربوية واتجاهاته وقيمه ومشاكله ومستوى تفكيره بل وفي نظرته للحياة نفسها وفي علاقته بمن حوله والبيئة التي يعيش فيها التلميذ دائمة التغيير سريعة التبديل وكل تغيير في أحد عناصرها يؤدي إلى تغيير في كافة الجوانب الأخـــرى . ما يعانيه من أزمات أو مشاكل أو حروب ، والمعرفة هي الأخرى تتغير : كل يوم يأتي الينا بالجديد مما يبتـكره الانسان بفكره ، فالنظريات تتغير ، والابتكارات تتوالى لمدرجة أننا نعيش في عصر يطلق عليـه الآن عصر الانفجار المعرفي أو الثقافي وطرق التدريس هي الأخرى تتأثر بهذا وذاك فالمجتمع يتغير . اولا: التنبؤ باحتياجات الفرد والمجتمع • وليس غريبا أن نعلم أن رجال التربية في كثير من الدول المتقدمة يخططون من الآن للتعليم في المستقبل ، اما الدول المتقدمة فهي التي تعمل على تطوير مناهجها وفقا لما حدث ولما هو منتظر حدوثه أي تتوقع الشيء قبل حدوثه وهذه ليست فكرة جديدة اذ كثيرا ما سمعنا في مجال الطب بأن الوقاية خير من العلاج ثانيا- المقارنة بدول وصلت الى مكانة مرموقة في مجالات التطويرالمختلفة ومحاولة الوصول الى مستوى هذه الدول. فالانسان لا يستطيع أن يحكم على شيء بطريقة سليمة إلا عند مقارنته بأشياء اخرئ