قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، كان العالم يعاني من انحرافات عقدية وأخلاقية واسعة، شملت الاستعباد، وانتهاك الحقوق، مع اختلاف شدة هذه الظواهر بين المناطق. لم يعرف الناس العدل إلا بنور النبوة. درسنا يتناول الوضع قبل الإسلام لفهم قيمة هذا النور، كما جاء في حديث النبي عن حال الأرض قبل بعثته. درسنا يغطي عدة أمثلة: الدولة الرومانية، بضخامتها وسقوطها الغربي، وكانت تعاني من انحدار أخلاقي، وحروب، ووحشية في معاملة العبيد، بالإضافة لانتشار الرشوة والضرائب الباهظة. أما الدولة الفارسية فكانت تعاني من انهيار أخلاقي وصل لزواج المحارم، وإلحاد مزدك الذي أدى لفساد واسع. أوروبا الشمالية كانت تعاني من جهل وظلم، وكانت الحروب والوحشية سائدة. مصر كانت محتلة من قبل الرومان، مع تدهور اقتصادي واجتماعي، وضرائب باهظة. الصين كانت بها ثلاث ديانات: لاوتسوا، كنفوشيوس، وبودا، كلها محدودة الأثر. الهند كانت تعاني من عبادة الأصنام، والشهوة الجنسية، والطبقية البشعة. اليهود كانوا مضطهدين، ولعبوا دوراً سلبياً في حروب ذلك العصر. الحبشة كانت نصرانية محرفة. أما الأمريكتان فكانتا في مرحلة بدائية. الجزيرة العربية عانت من الوثنية، وانحلال أخلاقي، والأود البنات، والحروب القبلية. قصة سلمان الفارسي توضح صعوبة الوصول للحق في ذلك الزمان، وأن بقاع النور كانت محدودة. مكة نفسها لم تكن خالية من هذه المشاكل، مع وجود قلة قليلة على الحق مثل زيد بن عمرو وورقة بن نوفل.