إذ إنه لابد له من إعداد وترتيب المهام والأعمال التي يجب عليه القيام بها وتقديمها على سواها حسب درجة الأهمية والزمن مع ضرورة التوازن بين هذه المهام والاحتياجات المُختلفة. وبالتالي المساعدة على الإنجاز بشكل أكثر دقة وفعالية، فالشيء الأهم والعاجل لابد أن يُعطى الأولوية ثم يأتي بعده الأقل فالأقل منه وهكذا دون تضييع الوقت والجهد. والإيمان والجهاد وقدم أحدهما على الآخر وهو الإيمان والجهاد قال تعالى {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} ، كما جاء في السنة النبوية ما يدل على ذلك، حيث إنَّ الفاعل والناجح في هذه الحياة ليس بالإنسان المنتج أو الذي ينجز الأمور فقط بل هو الذي يحقق النتائج المطلوبة في الوقت المتاح. وهذا الأمر لا يقتصر فقط على الأفراد والمجموعات البسيطة بل يتعداها إلى جميع المكونات والمستويات الإدارية في المجتمع وحتى على مستوى الدول من خلال ترتيب حاجتها الضرورية حسب الأولويات. وما الهدف من وجود وإنشاء الدوائر والمؤسسات الموكل إليها بالتخطيط في الوزارات والدول إلا لقيامها بمثل هذه المسؤوليات والواجبات من حيث دراسة وترتيب الاحتياجات والمهام المختلفة ووضع الأوليات حسب الأهمية والزمن من أجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية والمحددة. فإذا ما أستطعنا التركيز بالشكل الصحيح في وضع وترتيب تلك المهام والاحتياجات الأساسية حسب سلم أولوياتنا تمكنا من النجاح في تحقيق أهدافنا والوصول بفاعلية إلى النتائج المرجوة وبهذا نكون قد تفادينا أي مشكلات أو أزمات يمكن أن نضطر من أجلها إعادة ترتيب أولوياتنا بسبب ما ترتب على ذلك من نتائج سلبية ومتفاقمة قد يصعب حلها أو تفاديها رغم محاولات التدخل لمُعالجة ذلك مع ضرورة الإيمان المطلق دائمًا بإيجاد الحلول.