يُقدم النص سردًا لحياة الفيلسوف السوري الطيب تيزيني، بدءًا من ولادته في حمص عام 1934، ودراساته في سوريا، تركيا، بريطانيا، وألمانيا، حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة عام 1967، والدكتوراه في العلوم الفلسفية عام 1973، وعمل أستاذًا للفلسفة في جامعة دمشق. يركز النص على منهجه الجدلي في دراسة التراث، انطلاقًا من منظور ماركسي، مُنتقدًا مقاربات سابقة اعتبرها "لا تراثية ولا تاريخية". يُحدد تيزيني منهجه بخطوتين: نقدية سلبية تُعرض وتُنقد الاتجاهات الفكرية غير الماركسية، وإيجابية تركيبية تُنشئ نظرية جدلية تراثية تُوحّد الماضي والحاضر. يُحلل النص خمسة اتجاهات فكرية في مقاربة التراث: الاتجاه السلفي (العودة للماضي كمصدر للحقيقة)، والاتجاه الحداثي (التبني الأعمى للجديد الغربي)، والاتجاه الوسطي (التلفيق الفاشل)، والنزعة التحييدية (الفشل في تحقيق موضوعية علمية)، واتجاه الاستشراق (إعطاء الأولوية للفكر الغربي). يُشدد تيزيني على ضرورة "التحزب" في قراءة التراث، مُؤكدًا على عدم تنافقه مع الموضوعية، مع تحذير من مخاطر تحويل المنهج الماركسي إلى نظرية كلية تُقصي المعطيات المخالفة.