الأدب فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة والوجود، من حق وجميل بواسطة الكلام، فكل ما ينتجه الأدب في أية لغة من اللغات لا غاية له غير هذه الغاية، وكل أديب يكتب في أي باب من الأبواب إنما يريد بلوغها كلها أو بلوغ جانب منها، والأدب العربي لا يخرج عن أدب سائر اللغات (1). وتعد مقامات ابن ماري نموذجاً أدبياً نثرياً ثرياً، فهي تتناول جوانب من حياة أبناء المجتمع اليومية، أثبت المبدعون امتلاكهم طاقات أدبية خلاقة تجمع بين الشكل والمضامين، وراحوا يولدون نتاجات أدبية نثرية ترفض عزل جنس أدبي عن آخر، وكأنهم ينظرون إلى الأجناس الأدبية أنها تؤدي نفس الغاية رغم تباينها في الشكل، فجاءت المقامات بحضورها الشكلي والدلالي لتقدم مضامين توسع من أفق التلقي، من خلال منظومة من التقنيات والتكنيكات السردية التي قدمت الإبداع بأبهى صوره وقبل دراسة المقامات والوقوف عليها رؤية وشكلاً ومضموناً،