اختلفت التفاسير في تحديد معنى كلمة التربية مما أدى إلى وجود معاني كثيرة لهذه الكلمة وحتى نصل إلى معنى هذه الكلمة دعونا نبحث عنها في اللغة العربية . مفهوم التربية في اللغة العربية مفهوم شامل وواسع فعندما جردت كلمة التربية في اللغة العربية أعطتنا ثلاث كلمات بثلاث معاني مختلفة وواسعة وهي وقوله تعالى ( وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت . الربوة في اللغة العربية هي المكان المرتفع الزائد عن مستوى الأرض التدرج في تنشئة الطفل وإكسابه اللغة والمعارف والعادات والتقاليد والأخلاق هو ما اشتهر بتسميته التربية وهذا المفهوم هو الأكثر شيوعا بمعنى التأديب والتهذيب وغرس الأخلاق . 3- رب : ومضارعها يرب : وتعني الإصلاح والسيادة وهي من مشتقات كلمة الرب التي تعنى في اللغة السيد والمنعم والمصلح ورب الرجل قومه أي حكمهم وساسهم وأصلح أحوالهم فهي تحمل في طياتها السلطة والسيطرة كما تعني الإصلاح والتنظيم ورعاية شئون الدولة وكلمة التربية هنا جاءت بمعناها السياسي من خلال استعراضنا لمدلول كلمة التربية في اللغة وجدا أنها أخترت على ثلاث مصطلحات كبيرة ومتداخلة اتصفت بالشمول والاتساع حتى شملت جميع مراحل حياة الإنسان. هذه المعاني تدل على مدى شمولية كلمة التربية في اللغة العربية فقد شملت أشياء كثيرة في حياتنا من المعرفة على التأديب والرعاية على التخطيط والسياسة إلى التدريب والرياضة هي تبليغ الشئ على كماله ) 3- التربية في موسوعة وبستر : هي العملية التي تنمي القدرات الفكرية والمهارات اليدوية والوعي الاجتماعي والتي تنتقل بشكل خاص عن طريق التعليمات والتوجيهات هي العملية التي ينقل المجتمع بواسطتها تراثه الثقافي عن قصد من جيل إلى جيل عن طريق المدارس والمعاهد والجامعات وغيرها من مؤسسات الدولة التعليمية . اختلفت أقوال العلماء في التربية فبعضهم من ركز على الأخلاق وتهذيبها وبعضهم من ركز على تنمية العقل وتزويده بالمعرفة فقط والبعض ركز على الواقع أو الحاضر وآخرون على المستقبل منهم من ركز على الشخصية والتنشئة الاجتماعية وغيرهم ركز على الجوانب النفسية والمادية . فمن أقوال العلماء القدماء في التربية : أبو حامد الغزالي المفكر الإسلامي يعرف التربية بأنها " الفضيلة وتهذيب النفس " ويرى أرسطو الفيلسوف اليوناني بان التربية هي " إعداد العقل للتعلم وتغذيته دوما بالعلم والمعرفة " ومن أقوال العلماء المعاصرين في التربية : يرى هربرت سبنسر العالم الألماني أن التربية هي كل ما نقوم به من أجل أنفسنا أو يقوم به الآخرون من أجلنا لإعدادنا للحياة المستقبلية . أسباب اختلاف العلماء في مفهوم التربية : 2- اختلافهم في فهم الطبيعة البشرية . 4- اختلاف الظروف الزمنية والمكانية والاجتماعية للعلماء . * فالذي يرى أن موضوع التربية هو التهذيب الخلقي وغرس الفضيلة فقط ستكون غاية التربية عنده هي غرس الخير في الإنسان وإبعاده عن الشر والاهتمام بأخلاق الإنسان فقط . * أما الذي يرى أن موضوع التربية هو الاهتمام بعقل الإنسان وتزويده بالمعرفة والتركيز على المعلومات العقلية فقط فستكون غاية التربية عنده التركيز على عقل الإنسان وتنميته بالمعلومات النظرية والمهارات المعرفية وهنا سيكون معنى التربية هو التعليم فقط . * كل هذه المفاهيم والمعاني هي معاني ناقصة للتربية لأنها تنظر للتربية نظرة جزئية تركز على جانب وتهمل جوانب أخرى مهمة وبالتالي يجب البحث عن مفهوم شامل ومتكامل للتربية يجمع بين كلل هذه المعاني والمفاهيم فجاءت بعض المحاولات لبعض المفكرين المعاصرين مثل العالم الأمريكي جون ديوي الذي وضع مفهوما جديدا للتربية أضاف له البعد الاجتماعي ورأى أن التربية يجب أن تهتم بالمجتمع كما تهتم بالفرد وكان هذا التعريف هو الأقرب للمفهوم الشامل للتربية فما هو المفهوم أو التعريف الشامل للتربية ؟ التربية عملية هادفة مستمرة تسعى إلى نقل المعرفة بكل أنواعها من خلال جهد الجماعة هدفها الأسمى بناء الشخصية الإنسانية المتكاملة والحفاظ على المجتمع واستمرار نموه . خصائص المفهوم الشامل للتربية : يتميز المفهوم الشامل للتربية بالنظرة الشاملة المتكاملة فهو لا يركز على جانب ويهمل جوانب أخرى ومن أهم خصائص هذا المفهوم الشامل . 1- أن موضوع التربية سيكون الإنسان والمجتمع معا سيكون موضوع التربية في ظل المفهوم الشامل الإنسان والمجتمع معا الإنسان بجميع جوانب شخصيته المتكاملة العقلية والجسدية والنفسية والاجتماعية والروحية والخلقية 2-أن الغاية من التربية ستكون تنمية الشخصية الإنسانية المتكاملة وربط هذا النمو بالمجتمع سيكون الغاية من التربية في ظل المفهوم الشامل تنمية الشخصية الإنسانية المتكاملة وربط هذا النمو بالمجتمع الذي يعيش فيه الفرد . 3- ان التربية ستهتم بالجوانب النظرية والجوانب العملية في العملية التعليمية : ستهتم التربية في ظل المفهوم الشامل بالجوانب النظرية والجوانب العملية في العملية التعليمية 4- إن التربية عملية مستمرة مع الإنسان : * أذكر أصول التربية ( هناك 6 أصول ) 6- الأصول الفلسفية . * أي تقدم في العلوم سوف تزدهر وتتقدم لتربية 1- الأصول الاجتماعية : هي التي اعتمدت أو أخذت من علم الاجتماع ، فهناك علاقة وثيقة بين التربية والمجتمع فالمجتمع يقدم للتعليم ما يحتاج إليه من عناية ورعاية أما التعليم فإنه يسهم في تطوير المجتمع والنهوض به . الأصول الاجتماعية هي التي تجعل التربية تهتم بالمجتمع الذي تعيش فيه . - ماذا يقدم المجتمع للتربية : المجتمع للتعليم عناية ورعاية * أهم أدوار التربية هي : 2- الأصول النفسية : هي الأصول التي اعتمدت على علم النفس أو أخذت من علم النفس من العلوم الحديثة 1- بناء مناهج دراسية تتلاءم مع حاجات النمو 5- الاهتمام بشخصية المتعلم ككل . دراسة أراء المربيين عن العملية التربوية ووظيفتها وصلتها بظروف المجتمع ومشكلاته ودراسته هذه الآراء مهمة سواء طبقت أم لم تطبق لأنها تعكس الظروف المؤثرة في التعليم والمجتمع بصفة عامة وهي التعرف على التطور التاريخي لعملية التربية في مجتمع من المجتمعات . 4- الأصول الاقتصادية : هناك علاقة قوية جدا بين الاقتصاد والتربية والتعليم وهذه العلاقة على نوعيين : 1- تأثير الاقتصاد على التربية والتعليم قديم وكلما ازدهر الاقتصاد ازدهر التعليم والتربية وكلما تدهور الاقتصاد تدهور التعليم والتربية وظروف الدولة الاقتصادية من أهم العوامل المؤثرة في التعليم سلبيا أو إيجابيا حيث يلاحظ أن التعليم يزدهر غالبا في الدول الغنية ويختلف في الدول الفقيرة لأن الدول الغنية بها فائض من الأموال تستطيع إنفاقه على متطلبات التعليم بصورة لا تتوفر لدى الدول الفقيرة 5- الأصول السياسية : المجتمع الديمقراطي ستختلف عنها في المجتمع الديكتاتوري وهي في المجتمع الشيوعي أو الاشراكي غيرها في المجتمع الرأسمالي * فالتربية في المجتمع الديكتاتوري سيتربى الأفراد على الطاعة والخضوع للقيادة وتنفيذ الأوامر دون إبداء رأي أو مناقشة * أما في المجتمع الشيوعي فقدت سخرت التربية الروسية بعد نجاح الثورة الشيوعية لمحاربة القيم الرأسمالية ووصفها بالجشع واستغلال الإنسان وسيطرة رجال المال على الدولة . * وهذا يعني أن التربية ترتبط غالبا بالطبقة والقوى المسيطرة فليست هناك تربية محايدة مجردة بل كل تربية تخدم أهداف من يسيطر ويحكم بطريقة واضحة أو خفية مباشرة وغير مباشرة . أخذت من علم الفلسفة هناك علاقة قوية جدا بين التربية والفلسفة ، · تعني كلمة فلسفة في اللغة " حب الحكمة " وهي مشتقة من كلمتين يونانيتين فيليا ومعناها الحب وسوفيا ومعناها الحكمة · تعني كلمة الفلسفة اصطلاحا وجهة النظر القائمة على اعتقاد قوي والتي يتوصل إليها عن طريق دراسة وتأمل . · فالفلسفة بدون تربية قد تتحول إلى نشاط لفظي أو نظريات جامدة والتربية لا تستغني عن الفلسفة لأنها بحاجة إلى تكوين نظرة شاملة وعميقة عن المجتمع والطبيعة البشرية والثقافة لوضع تلك القضايا التربوية ضمن هذه النظرة الشاملة والعميقة وظائف التربية : التربية تلعب دور مهم في المجتمعات ترى جين أدمس أن التربية ذات وظائف متعددة ومن أهم تلك الوظائف : 2- تهذيب الثقافة وتجديدها : التربية لها دور في تهذيب الثقافة وتجديدها من خصائص الثقافة البشرية أنها قابلة للتغير وقد مرت الثقافة البشرية بتغيرات كبيرة في العصور القديمة إلى الوسطى ثم الحديثة سواء ما حدث في مجال التغيرات الإيديولوجية كالديانات والمعتقدات والأفكار أو ماحدث في مجال التغيرات المادية كالصناعات والمخترعات الحديثة ولعبت التربية دورا مهما في تحقيق التقدم والتطور الحضاري فالتربية لا تقوم بنقل التراث الثقافي من جيل إلى جيل بل تعمل على مساعدة الأجيال الجديدة بإدخال التعديلات اللازمة لتطوير الثقافة والحضارة 3- تحقيق النظام الديمقراطي : 4- القضاء على التخلف :