على الرغم من سعي الولايات المتحدة خصوصا اثر الحرب على غزة الى تأكيد استعادة نقوذها في الشرق الاوسط وعلى الرغم من جهود يطلتها واشنطن لتصويب وعلى الرغم من تدفق المسؤلين الاميركيين لترميم ما علاقاتها مع المنطقة والرياض ، فإن زيارة بوتين بعثت برسالة إقليمية واضحة بأن العلاقة التاريخية مع الغرب العلاقات مع
المسؤولين الأميركيين لترميم ما تصدع في جدار الثقة
الشرق هي خيار استراتيجي ونهائي ولا تتعارض يهم روسيا والسعودية والإمارات الإبحار سويا وعلى موجة واحدة داخل سوق الطاقة. فالدول أعضاء تجمع "أوبك بلس"ولديها مصلحة في الحفاظ على مستويات أسعار تناسب الدول الأعضاء من دون أن يسبب الأمر اختلالا في الأسواق حاجات الحرب في أوكرانيا فرضت ضغوطا اقتصادية على روسيا وحاجة إلى وفورات أعلى من سوق الطاقة، إلا أن خطط السعودية والإمارات التنموية فرضت بدورها الحاجة إلى الحفاظ على مستوى معين من الأسعار من خلال ضبط العرض. 
حرب غزة قدمت واقعا جديدا لمصلحة موسكو، حيث يوفر ذلك سردية تصب لصالح سردية روسيا في تقييم العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة، خصوصا لجهة ازدواجية معاييرها في مقاربة حربي غزة وأوكرانيا. وأدى الى تخبط في خطاب الولايات المتحدة وبايدن في رسم مسار مقنع ذي مصداقية لإنهاء الحرب في غزة ، وسلط الحدث جهدا روسيا في مجلس الأمن لتقديم مشروع قرار لوقف إطلاق النار أحبطه تصويت غربي مضاد وتصويته لصالح قرار قدمته الإمارات وأحبطه فيتو أميركي. 
على الرغم من سعي واشنطن لإبراز تواصل مع الصين لبحث مخارج الحرب في غزة وسط غياب أي تواصل أميركي روسي خارج إطار حرب أوكرانيا، إلا أن الولايات المتحدة تكتشف كل اليوم أنها لم تعد الطرف القادر على فرض رؤيتها في الشرق الأوسط من دون توافق مع كافة دول المنطقة، وأن هذه الدول ترى أيضا أن دولاً أساسية كبرى في أوروبا كما روسيا والصين يجب أن تكون جزءا من التحولات المقبلة .