و " قطعا لدابر كل دعاوى مغرضة ووضعا للحق في نصابه بالاضافة الى القرار الاول يرى المؤتمر ان اللغة العربية منطقية في قواعدها وأشكال رسمها مع اعتبار الصعوبات التي تعترض دارسها وهي في مجموعها مثل مايعترض دارس اللغات الاخرى من صعوبات وان كل دعاوى تهدف الى القطع بين ماضي هذه اللغة ومستقبلها عمل مشبوه لايستهدف الحق ولايوجه هذه اللغة" ( ) والاخر "ان قواعد اللغة العربية من الصعوبة بمكان ويحتاج الطالب لاتقانها كي يتكلم صحيحها الى اضاعة جزء كبير من عمره بينما الطالب في البلاد الغربية يتقن لغته في بعض اعوام وذلك لان اللغات الاجنبية تنتهي بالساكن. وهذا التركيب هو المنطق السليم فراح يضع للغته صرفا فلسفيا مبنيا على العلة والمعلول والعامل والمعمول والتقدير والاضمار والافتراض وعزا للكلمة اثرا سحريا في كلمة اخرى " ( ) . " وكان ان صاحبت نشأة الفنون اللغوية نشأة الفلسفة الكلامية وكانت نشأة هذه الفلسفة في غمرة من الجدل العنيف بين اصحاب النحل وذوي الاهواء الذي جمعتهم بيئة البصرة وقد نشأت فكرة الاعتزال تعهدها فريق اوتى من صلابة الرأي وقوة العزيمة مادفع بالفلسفة الكلامية الى الامام دفعا واذا بها تعجب الدارسين بأصولها واساليبها وتؤثر في عقولهم وتغزو ابعد الميادين عن طبيعتها أعني الميادين اللغوية من شعر ونحو وبلاغة ولم يمر وقت طويل حتى كانت الفلسفة تطغى على نواحي التفكير وتطبع العقول بطابعها فأخذ الدارسون يتناولون الظواهر اللغوية والقضايا الادبية تناولا عقليا خالصا حتى بلغت الغفلة ببعض قدماء الدارسين ان يقول اعلم ان انكار القياس في النحو لايتحقق لان النحو كله قياس " ( ) . ويرى المخزومي ان " هذا المنهج العقيم الذي سلكه الدارسون الاولون هو اساس المحنة التي امتحن بها النحو واللغة وامتحنت بها الاجيال ، أما ما يخص القول بالعيوب الخاصة بطبيعة قواعد العربية ونظمها فلا يقر الدرس الحديث بوجود صعوبة فيها فان " الدراسات اللغوية الحديثة تعترف بأن لكل لغة نظامها الخاص بها على الرغم من وجود عناصر مشتركة او عالمية ولكنها لاتتعرض للحكم على هذه الفوارق او الخلافات حكما تقييميا أو توازن بين اللغات من وجهة نظر لصعوبة والسهولة او العيوب والميزان حتى الدراسات المهتمة بمشاكل تدريس اللغات وتذليل الصعوبات التي يصادفها الدارسون في عملية التعلم تجدها لاتميل الى القول بوجود صعوبات في نظم اللغة المستهدفة من حيث هي او بالقياس الى اللغات الاخرى، بل ان ما يحس به من تعلموا اكثر من لغة من وجود تفاوت بين تلك اللغات في درجة الصعوبة ليس بالدليل الكافي على ان مصدر هذه الصعوبة هو طبيعة اللغة ونظمها وليس عوامل اخرى بعيدة عن طبيعة تلك اللغة" ( ) : فقد "حاول بعض من تعرضوا لدراسة مشاكل اللغة العربية والنحوية خاصة ان يرجعوا بعضا منها الى طبيعة العربية ونظمها المختلفة … كذلك ارجع بعضهم صعوبة العربية الى ظواهر نحوية وصرفية اخرى مثل العدد وأحكامه وطالبوا بتعديلها او الغائها…"( ). " والدراسات المهتمة بمشكلات تدريس اللغات وتذليل الصعوبات التي يصادفها الدارس في عملية التعليم نجدها لاتميل الى القول بوجود صعوبات في نظم اللغة المستهدفة من حيث هي او بالقياس الى اللغات الاخرى، بل ان مايحس به من تعلموا اكثر من لغة من وجود تفاوت بين تلك اللغات في درجة الصعوبة ليس بالدليل الكافي على ان مصدر الصعوبة هو طبيعة اللغة نفسها. ولكن نجد بعض من تعرضوا لدراسة مشكلات اللغة العربية حاولوا ان يرجعوا بعضها الى طبيعة العربية ونظمها المختلفة فذكر بعضهم ظاهرة الاعراب واشار آخرون الى ظواهر اخرى نحوية وصرفية مثل العدد واحكامه والممنوع من الصرف والاستثناء وجموع التكسير وابواب الثلاثي ومصادره وطالبوا بتعديلات او الغائها هذا فضلا عن الجوانب الخارجة عن نطاق النحو التي نسب اليها اخرون وجود الصعوبات والمشكلات مثل صور الحروف ومشكلات الرسم" ( ) "وصفوة القول ان حركة التيسير والاصلاح كانت خاضعة خضوعا تاما للتفكير اللغوي التقليدي لاسباب ( ) فمعظم من نادى بها قد تعلم في ظل النموذج التقليدي سواء في الازهر او في دار العلوم ومن ثم تمسكوا به حتى بعد ان ترامت الى اسماعهم مبادئ وأصول ( ) علم اللغة الحديث وأصوله واصبح هذا النموذج جزءا لايتجزأ من طبيعة التفكير اللغوي عندهم ينظرون من خلاله ويفكرون على هدى من اصوله ولايظهر اعمالهم ادنى اثر لعلم اللغة الا بطريق غير مباشر يتمثل في دراسة مثل هذه الدعوات نجد اصداء لها في التراث العربي اما هؤلاء الذين دعوا الى تطبيق منهج علم اللغة الحديث فلم يعرفوا الا مظاهر هذا العلم دون اصوله ومبادئه فلم يوجه هذا العلم أية دراسة من دراسات اصحاب التيسير والاصلاح توجيها واضحا حقيقيا وهكذا فشلت جميع جهود اصحاب دعوات التيسير والاصلاح سواء بالمستوى النظري او المستوى التطبيقي التعليمي فلم يستطيعوا امداد الفكر اللغوي بنموذج جديد طبقا لاصول جديدة وبالتالي لم يستطيعوا تقديم قواعد معيارية ايسر واسهل لافتقارهم جميعا الى نظرية جديدة باستثناء د.