بدأ الاهتمام البشري بعملية الفرز للقدرات، والقدرات المعرفية حيزًا كبيرًا من اهتمام العلماء والعاملين في المجالات النفسية والتربوية، التي تُعتمد كمؤشرات لتمييز الفروق الفردية والقدرات المعرفية للأفراد، والموهوبون هم هؤلاء الذين يتم تحديدهم عن طريق أفراد مؤهلين مهنيًا، وتنمو معها القدرات المعرفية بشكل إجماليّ، فعملية التعرف إلى الموهوبين لاتتم بشكل عشوائي، لذا، وضع العديد من العلماء مقاييس عديدة للكشف عنهم بشكل يساعد على تطوير استراتيجيات التعليم وأساليبه، وعليه فإن نسبة الأطفال الموهوبين تختلف باختلاف المعايير التي تستخدم في الكشف عنهم، حيث تزداد نسبة الموهوبين كلما قل عدد المعايير المستخدمة في الكشف، ويظهر منهم العلماء والمفكرون والمخترعون والمبتكرون، 2016) وأشارت دراسة مسحية تم إجراؤها في دولتنا من قبل مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، بأن مايمثل 20% من الأطفال الموهوبين تم اكتشافهم في المدرسة دون انتباه من الأسرة، 2017) لقد باتت العناية بالموهوبين في الدول المتقدمة من أهم القضايا على الأجندة الوطنية الخاصة بقطاع التعليم على وجه الخصوص، لاسيما بعد اعتراف القائمين على التربية بأن الاهتمام بكل فرد بما يحمله من قدرات ومواهب وحتى نقاط ضعف من أهم الأسس الحديثة للمساواة بين الطلبة، والوصول لنتائج ذات منطقية عالية تضمن التوافر الكامل للمنتج المتميز، لأن المعايير تقوم بالتركيز على الناتج الذي تتم صياغته في هيئة أداء من الممكن أن يتم ملاحظته، كمقياس وود كوك جونسون (Woodcock-Johnson) ويتمتع كل مقياس بخصائصه، وطريقة وأسلوب تطبيقه . ومن القدرات العديدة الكاشفة للموهوبين قدرة سرعة المعالجة الذهنية التي تعطينا مؤشراً بارزاً على وجود موهوب يحتاج منا للإهتمام والمتابعة والتطوير، كان لابد لنا من تقديم هذا الاختبار في قالب مطور ومحدث للمتلقي عبر استخدام نظرية التلعيب الإلكتروني حيث تحقق استراتيجيات التلعيب التربوي تصميم بيئات تعلم محفزة تتضمن موارد تعليمية متنوعة ومناسبة للهدف المطلوب،