اخواني نحن في زمن للأسف الشديد تصدر للفتوى واضلال الناس من ليسوا من أهل العلم، فضلوا ‏الناس عن ديهنم ورغبوهم عن السنة ويشككون بها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ لا ‏يَنْزِعُ العِلْمَ بَعْدَ أنْ أعْطاكُمُوهُ انْتِزاعًا، ولَكِنْ يَنْتَزِعُهُ منهمْ مع قَبْضِ العُلَماءِ بعِلْمِهِمْ، يُسْتَفْتَوْنَ فيُفْتُونَ برَأْيِهِمْ، أحدهم ينكر سنة نبينا ‏صلى الله عليه وسلم بحجة أن لا توافق عقله حكم هواه وعقله عليه وهم يسمون أنفسهم بالقرآنيون ‏والقرآن منهم بريء، و يكفي هذا الصنف من أكبر الأدلة على كذبه، أن النبي صلى الله عليه ‏وسلم حذرنا منهم فقال عليه الصلاة والسلام: يوشِكُ أنْ يقعُدَ الرجلُ مُتَّكِئًا على أَرِيكَتِهِ ، فيقولُ : بينَنَا وبينَكُمْ كتابُ اللهِ ، فما وجدْنا فيه مِنْ حلالٍ اسْتَحْلَلْناهُ ، وما ‏وجدَنا فيه مِنْ حرامٍ حرَّمْناهُ ، ألَا وإِنَّ ما حرَّمَ رسولُ اللهِ مثلَ ما حرَّمَ اللهُ، ورجلٌ آخر يدعو الناس بترك العلماء على مر التاريخ يريد أن يهدم الأئمة الأربعة ومذاهبهم، بل الله عز وجل أرشدنا إلى نسأل أهل العلم، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا ‏تعلمون، بل نبينا كما في الحديث الذي ذكرناه، وإنَّ العالم ليستغفِرُ لهُ مَن في السَّماواتِ ومَن ‏في الأرضِ والحيتانُ في جوف الماء، وإن فضلَ العالمِ على العابِدِ كفضل القَمَرِ ليلةَ البدرِ على سائر ‏الكواكِبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياء، وإن الأنبياءَ لم يُورِّثُوا ديناراً ولا دِرْهماً، فمن أخَذَه ‏أخَذَ بحظٍّ وافِرٍ"، ابن القيم -رحمه الله-: علماء السوء جلسوا على باب الجنة، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، كما قال أبو قلابة من أئمة السلف: ‏لا تجالسوا أهل الأهواء، فإني لا آمن أن يغمروكم في ضلالتهم، لذا الواجب اللجوء إلى العلماء الربانين، الذين يعظمون القرآن والسنة الذين لايفتون ‏الناس إلا بعد النظر والتمحيص في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذلك غايته أن يرشد ‏الناس إلى الخير لهم ويحذرهم من الشر، وأنه جلس بين يدي العلماء من قبله فنحن أمة إسناد لا ‏يوجد عالم رباني إلا وقد اخذ عمن قبله،