من بين مهارات التفكير التي يمكن أن تكون موضوعا للتعلم، نذكر: مهارة حل المشكلات التي نستعملها هاهنا للدلالة على مجموع الأفعال والعمليات الفكرية التي يستخدمها المتعلم(ة) لأداء مهمة محددة ذات متطلبات عقلية ومعرفية. فهي بمثابة وضعية تعليمية تعلمية تسمح للمتعلم(ة) باستدعاء معارفه السابقة ومهاراته التي يستوجبها موقف لم يسبق له أن كان مألوفا لديه، إن تعلم مهارة حل المشكلات نافع لتنمية الخبرات الحياتية. بما هي تعلمات ومكتسبات سابقة وتحقق التفاعل بينهما في سياق ذي معنى يستلزم التعامل معه تحقيق تعلم جديد. فإن هذا العقل لن ينهض بمهمته إذا لم ينظر إلى مهاراته كموضوعات للتعليم والتعلم، وفي الآن نفسه أدوات تسمح للكائن البشري بالتعامل مع المعارف بما هي مادة للتفكير. وفي هذا السياق ستجد المناهج التربوية نفسها أمام متغيرين أساسيين يوجها هندستها البيداغوجية ويحددا اختياراتها التربوية: المعرفة ومهارات التفكير. وفيما يلي نقدم بعض الاختيارات البيداغوجية التي يمكن أن تكون ناظمة لعملية تعليم وتعلم مهارات التفكير في علاقتها بالمحتويات الدراسية: أولا: تعليم مهارات التفكير كمادة مستقلة بذاتها: يمكن تعليم التفكير كمادة مستقلة بذاتها، لأن المتعلم(ة) تتاح له فرصة التعرف على الاستراتيجيات التي يوظفها من خلال عملية تأمل للتفكير (تفكير في التفكير) ويحصل له الوعي بمصادر الأخطاء التي يرتكبها. ثانيا: تعليم مهارات التفكير من خلال محتوى دراسي: تدعم مهارات التفكير واستراتيجياته بشكل ضمني من داخل مادة دراسية قائمة بذاتها. ثالثا: تعليم مهارات التفكير من خلال مدخل تكامل المواد: يتم تعلم التفكير ومهاراته واستراتيجياته بشكل صريح من خلال محتوى تعليمي خاص ومستقل عن باقي المواد الأخرى، رابعا: تعليم مهارات التفكير من خلال المنهاج الدراسي: يتم تعلم مهارات التفكير من خلال المنهاج الدراسي كافة. فالمهارات العقلية التي يتم تعلمها في هذا السياق، وإلى الوعي بالمهارات التي تطلبها البناء،