قررت مدرسة ليكسايد شراء جهاز حاسوب لتعريف طلابها بعالم الحاسبات، وكانت أجهزة الحاسوب في ذلك الوقت ما تزال كبيرة الحجم ومكلفة، ولم تتمكن المدرسة من تحمل نفقات شراء جهاز الحاسوب، من أجل ذلك قررت المدرسة شراء حسابات مستخدمين بمدة زمنية محددة لطلبتها، ونظم مجلس الأمهات في المدرسة حملة تبرعات تم من خلالها جمع بضعة آلاف من الدولارات من أجل هذه الغاية.ارتبط الطلبة مع حواسيب الشركة من خلال نظام متعدد المستخدمين عبر خط الهاتف في المدرسة؛ وكان لابد من أن توفر المدرسة لطلبتها جهازاً طرفياً يقوم الطلبة من خلاله بتحميل البرامج حتى يتم إرسالها عبر خط الهاتف إلى حواسيب الشركة، حيث تتم هناك عملية معالجتها ومن ثم إرسال النتائج للطلبة عبر خط الهاتف من جديد. ومن جديد تحمل مجلس الأمهات نفقة شراء جهاز طرفي من نوع (ASR-33) تتم تغذيته بالمعلومات من خلال شريط ورقي أصفر اللون.ومنذ تلك اللحظة أصبح بيل شغوفاً بالحاسوب - وكان وقتئذ طالباً في الصف الثامن وعمره 13 عاماً - فقد أمضى غالبية وقته في غرفة الحاسوب في المدرسة منشغلاً بكتابة البرامج وتطبيقها لدرجة أنه أهمل واجباته وتغيب عن صفوفه الدراسية في بعض الأحيان. وفي هذه الغرفة تعرف بيل على بول آلان، طالب آخر يشاطره شغفه وانشغاله في الحواسيب، وخلال وقت قصير نمت بينهما صداقة وثيقة استمرت لسنوات عديدة. واستهلك الطلاب المدة الزمنية المخصصة لهم في وقت قياسي، ولم يتمكن مجلس الأمهات من تحمل أية نفقات إضافية، ما دفعهم للتفكير في مصدر آخر يوفر لهم حسابات مجانية وبزمن غير محدود.اتفقت المدرسة لاحقاً ذلك العام مع شركة محلية تعرف باسم مؤسسة كومبيوتر سنتر (CCC) لتزويد الطلبة بمزيد من الزمن المخصص على الحاسوب، وكان نظام هذه الشركة يعمل على جهاز حاسوب من نوع (PDP-10)، وأقبل بيل وبقية الطلاب على هذا الحاسوب بشغف، ولم يمض وقت طويل حتى بدأوا بإثارة المشاكل. فقد تسبب الطلاب بتعطيل النظام عدة مرات، وتمكنوا من كسر نظام الحماية على الحاسوب، كما قاموا بتعديل ملفات الحسابات الخاصة بهم للحصول على مدة زمنية أطول لاستخدام الحاسوب، مما دفع الشركة من حرمانهم لاستخدام النظام لأسابيع عدة.بعد انتهاء مدة الحرمان توجه أربعة من طلاب المدرسة هم بيل غيتس، وكينت إيفانس إلى شركة CCC، وقدموا عرضاً يقتضي بأن يساعدوا الشركة في إيجاد أخطاء النظام والتي سببت الخروقات التي قام بها الطلاب مقابل أن تمنحهم الشركة زمناً مجانياً وغير محدود لاستخدام النظام. وبما أن الشركة قد سئمت من تعطل النظام واختراقه المتكرر وافقت على طلبهم وقررت أن تمنحهم هذه الفرصة.شكل الطلاب الأربعة مجموعة أسموها "مبرمجو ليكسايد". وأتاحت هذه الفرصة للمجموعة إمكانية دراسة برامج النظام، واكتسبوا خبرة برمجية واسعة في لغات برمجة كانت شائعة في ذلك الوقت مثل بيسك،