جاء الإسلام رافعا شان المسلم اجتماعيا و عقليا و روحیا، و محررا إياه من الشرك و عبادة القوى الطبعية ، ومسقطا عن كاهله نير الخرافات ، و بدلا من أن يشعر أنه مسخر لعوامل الطبيعة تتقاذفه كما تهوى تبهه إلى أنها مسخرة له ولمنفعته } ، و دعاه لان يستخدم في معرفة قوانينها عقله و يعمل فكره ، و بذلك فك القيود عن روح الإنسان و عقله جميعا و هياه لحياة روحية و عقلية سامية ، كما هياه لحياة اجتماعية عادلة ، حياة تقوم على الخير و البر و التعاون، تعاون الرجل مع المرأة في الأسرة الصالحة و تعاون الرجل مع أخيه في المجتمع الرشيد. وقد مضى الإسلام يعتد بحرية الإنسان و كرامته و حقوقه الإنسانية إلى أقصى الحدود ، فقد جاه و الاسترقاق راسخ متأصل في جميع الأمم ، فدعا إلى تحرير العبيد و تخليصهم من الذل و الرق و رغب في ذلك ترغيبا واسعا . و وسع الإسلام حقوق الإنسان و احترمها في الدين نفسه إذ لا يكره الناس على الدخول في الإسلام بل يتركون احرارا و ما اختاروا لأنفسهم . و بذلك يضرب الإسلام أروع مثل للتسامح الديني. يريد أن ترفرف عليها ألوية الأمن والطمانينة ، و من تتمة ذلك ما وضعه من قوانين في معاملة الأمم المغلوبة سلما و حربا ، فقد أوجب الرسول صلى الله عليه و سلم على المسلمين في حروبهم ألا يقتلوا شیخا و لا طفلا و لا امرأة .