وإذا قارنا هذه الأوضاع بما كان يحدث منه وهو طفل غم فالطفل لا عمل ولا يتعب حتى ولو قضى ساعات في اللعب والخير لا يصعد السلم وينزله عشرات المرات بدون أدنى شكوى ، ذلك أن نمو الطفل بسير بخطوات معتدلة بطيئة ، اذا قورن بالقفزات السريعة التي يمر بها نمو المراهق وخاصة في السنوات الأولى من مرحلة المراهقة . وهذه الطاقة الموجهة للنمو تكون على حساب صحة المرافق العامة ، ولهذا السبب تكثر الإصابة بأمراض الضعف العام في هذه السنوات، فتزداد نسبة المصابين بالانيميا ويمرض السل عنها في سنوات العمر الأخرى ، وتقل هذه النسبة بالتدريج بتقدم المراهق في العمر . ويصحب هذه التغيرات في النمو الجسمى أيضا تغيرات نفسية أساسية. تنتج من حساسية المراهق بالنسبة لما يطرأ على جسمه من تغيرات وخوفه أن يكون مختلفا عن الآخرين. ولذلك نجده يهتم بما يطرأ على جسمه ويتنبه له ويقارن ما يحدث له بما يحدث للآخرين. ويظل في خوف وشك إذا صعبت عليه المقارنة أو صعب عليه السؤال، خاصة اذا كان السؤال يتصل بأعضائه التناسلية وقيامها بوظيفتها . ولتبيا عودة إلى هذا الموضوع عند الكلام عن النمو الإنفعالى في هذه المرحلة ، وعند مناقشة موضوع الجنس والمشكلة الجنسية عند المراهقين . والمراهق شديد الحساسية أيضا بالنسبة لبعض التغيرات التى تظهر للعيان. فنجد الفتى يخجل مثلا من القراءة بصوت مرتفع أمام الآخرين ، نظرا لما طرأ على صوته من تضخم . وتجده يتحدث بصوت أقرب إلى الهمس حتى يحى خجله . ونجد الفتاة تخجل من التغيرات التى تظهر على جسمها وتحميله من شكل أقرب إلى شكل الصبي . إلى شكل الانثى الكاملة . ولذلك تبتعد عنالحركات التظهر التغيرات الجديدة كالقفز أو الجرى وتخجل ، ويحد وجهها اذا اضطرت إلى ذلك. 20 وتلجأ إلى مختلف الطرق التي تساعدها. على ذلك . وكذلك تحاول جاهدة أن تخلى عن حولها كل ما يتعلق بالعادة الشهرية ، وتعتبرها من الاشياء السرية التى لا يجب أن يعرفها عنها الآخرون. فتغسل ملابسها الداخلية سرا بعيداً عن أعين أفراد الأسرة ، أقطارها . وحب الشباب ، الذى يكثر ظهوره في هذه المرحلة ، وما يؤدي اليه من تشويه منظر الوجه يعتبر من المسائل شديدة التأثير على المراهقين . وإستخدام الأدوية وطرق العلاج المختلفة . الخ . ويصابون بتعاسة كبيرة كلما لاحظوا أن الطرق والادوية التي يستخدمونها لا تؤدى إلى علاج الحالة. وظهور حب الشباب في هذه السن يرتبط بالتغيرات الفسيولوجية التي نظراً على جسم الشاب وتؤثر على جميع أجهزته وتؤثر أيضا على نشاط الغدد المختلفة ومنها الغدد الدهنية والعرقية، فيزداد إفراز هذه الغدد الأخيرة وخاصة في منطقة الوجه وتؤدى زيادة إفرازها إلى سد المسام ، فلا يستطيع التخلص من العرق بدرجة كافية. ونتيجة ذلك هي ظهور بثرات حب الشباب . ويساعد على ظهور هذه البثرات عدم العناية بالوجه وغسله ، مما يهيءالفرصة لتلوث المسام المسدودة ،