لكن الرجل الإنجليزي نادرا ما يتحدث عن نفسه او عن شعبه في منزل وفي بلده. وعندما يتحدث عن بلده فأنه يعبر بصورة عامة عن رأيه بخصوص كل الأشياء التي يمكن ان تكون أفضل في بريطانيا. ان الرجل الإنجليزي يمكن ان يعترف لنفسه بأنه يحب بلده عندما يجرب العيش في بلد اخر، إذا التقى الالمان في بلد غير بلادهم فأنهم سيتحدثون عن أوضاع بلدهم السياسية. وإذا التقى الروسيون فأنهم بالتأكيد سيتحدثون عما فعلته روسيا الحديثة بالشعب. وإذا التقى الامريكان فأنهم ودون أدنى شك سيتحدثون بكل ما يخص الأموال. لكن السؤال هو: ما الذي يتحدث عنه الانجليز إذا التقوا خارج بلادهم؟ بشكل عام، بدلا من ذلك فأنهم سيتحدثون عن متعة لعب الكريكت والتنس وبعض الألعاب الرياضية الأخرى. وسيتحدثون أيضا عن الأيام الرائعة التي قضوها خارج البلاد او على الشواطئ في منازل صغيرة تحتوي على حدائق صغيرة. وسيتطرقون بكلامهم الى رحلاتهم الى جبال الويلز وأسكوتلندا او الى بحيرات شمال غرب إنكلترا. حاول الأجانب منذ مئات السنين من ان يكتشفوا الجوانب الجيدة والسيئة للإنجليز وفهمهم كشعب بصورة عامة. وعند التحدث الى الطلاب الأجانب من مختلف البلدان، لكن يجب عليَّ تحذيرك على ان لا تسمح للأشياء التي تلاحظها من ان تأخذ حيزا كبيرا من تشكيل رأيك او فهمك لهم. فأنك في كلتا الحالتين لن تستطيع التفرقة بينهما بسبب سلوكهم وتعابير وجوههم. الوحيدون الذين يمارسون هذه الألعاب فقط لأنهم يحبوها وليس من اجل الربح والخسارة. اذ انني قد شاهدتهم مسبقا عندما يأتي بعض لاعبوا التنس الفرنسيون او العداءين الالمان وينافسوا الانجليز ويهزمونهم فأنهم سيكونون راضين بذلك. في الواقع، لقد كان الكاتب الفرنسي اندريه ماريو قد فهم الانجليز أكثر من معظم الأجانب الاخرين. الذي يتمسك بالشيء دون ان يقوم بأي تعابير او حركات مفاجئة. اذ يحب الفرنسيون ان يرسموا لأنفسهم صورة محددة للمستقبل، بينما يفكر الانجليز بشكل معاكس تماما. حيث يعلم تماما ما عليه فعله عند اللحظات الأخيرة من وجوب التصرف. يعتقد السيد ماريو ان أحد أسباب قوة إنكلترا تكمن في اختلاف التعمق للحزب السياسي في البلد اذ انه يكون اقل في إنكلترا مما هو عليه في فرنسا. حيث يقول السيد ماريو انه عند مشاهدة الرجل الفرنسي للرجل الإنجليزي وهو يعمل بجد وكم يتوفر له من المساحات الخضراء من اجل الرياضة في المدارس والجامعات، اذ أقيمت في أحد الأيام مباراة كريكت بين الشرطة والمضربين. بالإضافة الى ان من الصعب إيجاد شعب يحترم قانون بلده أكثر من الانجليز. حيث انه يعامل منزله كمعاملة عضو مجلس المفوضية للمفوضية وشؤونها. حيث ان مناخ إنكلترا البارد شتاءاً، وان التاريخ الذي يعود لمئات السنين الماضية يثبت هذا الكلام. وان الجميع سيعرف الدور الكبير الذي لعبته إنكلترا في التجارة. حيث ان البحارين والجنود الانجليز هم الأكثر شهرة في التاريخ. ولف هو من احتل كندا. لقد اظهرت حرب 1939-1945 ان الانجليز لم يتغيروا.