تولى الإمام فيصل بن تركي الحكم في الرياض بعد وفاة والده المؤسس، ولماعت تجد إلى طل تركي وأخذت الدولة السعودية الثانية تزيد التدخل مرة أخرى في شؤون الدولة السعودية فجهز جيشا وأسند قيادته إلى (إسماعيل بك). وقد حاول الإمام فيصل بن تركي أن يتفادى مصادمة الحملة العثمانية المعندية الجديدة. فأظهر حسن النية تجاهها لما علم من قوتها ولتفادي نتائجها على الدولة، إذا استمر الجيش في زحفه من المدينة المنورة إلى الحناكية لم إلى القصيم، وقد حاول الإمام فيصل بن تركي مواجهة جيش محمد علي باشا في القصيم ورحل إلى هناك، إلا أن استعداداته لم تكن كافية أمام حشود عظيمة للقوات العثمانية المعتدية لإنهاء الدولة السعودية الثانية فعاد إلى الرياض ثم غادرها هو وأتباعه إلى الخرج ومنها إلى الأحساء أما جيش محمد علي باشا فقد. يطر على القصيم وحائل، ثم توجه إلى الرياض فدخلها، وتحركت حملة بقيادة إسماعيل أغا إلى الخرج والحوطة للقضاء على المقاومة السعودية، ودارت معركة قوية هي معركة (الحلوة) في عام ١٣٥٣ هـ التي انهزم فيها (إسماعيل آغا) وجيشه، وهي من معارك البطولة والشجاعة ونتيجة لتلك المعركة البطولية عاد الإمام فيصل إلى الرياض في محاولة جديدة لط المعتدين وجرد محمد علي باشا حملة عسكرية ثانية بقيادة (خورشيد باشا). وقد مال القائد المعتدي الحديد إلى مهادنة الإمام فيصل بن تركي في أول الأمر، فلما نجح في دخول الرياض بعث إلى الإمام فيصل ينذره بالحرب أو الاستسلام قدارت بين الطرفين معارك عدة في الدلم) انتهت بانتصار (خورشيد باشا)، فاضطر الإمام فيصل إلى مقابلته لإنهاء الحرب. واتفقا على أن يستسلم الإمام فيصل مقابل تأمين الأهالي وذلك سنة (١٢٥٤هـ) فنقل الإمام فيصل إلى مصر وسجن هناك. وهكذا انتهت الفترة الأولى من حكم الإمام فيصل بن تركي، ومع أن (خورشيد باشا) تمكن من الاعتداء على الأحساء والجهات التابعة للدولة السعودية في نواحي سواحل الخليج العربي فإن ذلك لم يدم طويلاً، إذ أرغم والي مصر العثماني على سحب سب قوانه من شبه الجزيرة العربية بموجب معاهدة لندن سنة (١٢٥٦هـ)، فغادر (خورشيد باشا) منطقة نجد وشرق شبه الجزيرة العربية تاركاً فيها حاميات صغيرة تمكن الإمام فيصل بن تركي من الفرار من سجنه في مصر والعودة إلى الرياض ليتولى الحكم للفترة الثانية حتى وفاته في عام ۱۲۸۲ هـ. وهكذا نجح الإمام فيصل ابن تركي في استعادة بعض أجزاء الدولة السعودية، وأصبحت الدولة في عهده أكثر قوة واتساعاً وجاءت مرحلة أخرى في سبيل إعادة توحيد أجزاء الدولة، فبسط نفوذه عليها، وجرد حملات تأديبية ضد المعترضي القوافل الحج تولى بعد وفاة الإمام فيصل بن تركي سنة (۱۲۸۲ هـ) ابنه الإمام عبد الله الذي واصل تعزيز بناء الدولة السعودية الثانية وكان الإمام عبد الله في عهد والده وليا للعهد وقائداً لعدد من الحملات التي أرسلها الإمام فيصل لتعزيز الأمن والاستقرار. ونتيجة للفتن الداخلية وظهور بعض الاضطرابات حاول الإمام عبد الله بن فيصل ابن تركي معالجتها وإعادة الاستقرار للدولة. ومن أبرز تلك الفتن خروج الأمير سعود بن فيصل على أخيه الإمام عبد الله بن فيصل ومنازعته في الحكم رغم أن الإمام عبد الله بويع بالحكم من العلماء والمواطنين لم تهدأ الأحوال في الدولة السعودية الثانية إلا بعد وفاة الأمير سعود بن فيصل سنة (۱۲۹۱هـ)، وعودة الإمام عبدالله بن فيصل إلى الرياض، وذلك بعد أن فقدت الدولة جزءاً كبيراً من قوتها، إذ لم يتجاوز النفوذ الفعلي للإمام عبد الله بن فيصل بلدان العارض والمناطق القريبة منها، في وقت كان فيه أمير حائل - أحد أمراء الدولة السعودية الثانية على النواحي محمد بن رشيد - يستعد للاستيلاء على السلطة في نجد. وفي عام ١٣٠٧هـ) توفي الإمام عبد الله بن فيصل في الرياض، وتولى الحكم الإمام عبد الرحمن بن فيصل بن تركي حاول الإمام عبد الرحمن بن فيصل إنقاذ الدولة السعودية الثانية، إلا أن الاضطرابات زادت بمحاولات أمير حائل الاستحواد على السلطة بالرياض والخروج على إمام الدولة السعودية، وخشي ابن رشيد أن يستعيد الإمام عبد الرحمن نشاطه في الرياض بعد وفاة أخيه، وعندنا خرج على رأس جيش من حائل إلى الرياض أوائل سنة (١٣٠٨هـ) وعند أسوار الرياض حدثت مناوشات بينه وبين أهلها، إلا أن الرياض صمدت واستمر الإمام عبد الرحمن بن فيصل في محاولاته الإعادة الاستقرار فيها، عقب نجاح محمد این رشيد الاستيلاء على القصيم على إثر انتصاره في معركة المليداء)،