﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ معنى غض البصر: أطرق بصره، إما أن تحوله إلى الأرض، أو أن تطبق الجفن على الجفن، أو في مركبة خاصة، ولم تكن أنت الذي تقود هذه المركبة، فإذا بدت لك امرأة بإمكانك أن تطبق جفنك الأعلى، وتبتعد بنفسك عن هذا المنظر، فإذا كنت محتاجا إلى عينيك في قيادة مركبة، أو في السير عندئذ تنظر إلى الأرض، أو تحول بصرك من جهة إلى أخرى إن كانت المرأة على الرصيف الأيمن، فلك أن تحوله إلى الرصيف الأيسر، فغض البصر إما منع الرؤية، أي إطباق الجفن على الجفن، أو توجيه النظر إلى جهة غير الجهة التي فيها المرأة، هذا من معاني غض البصر، طبعا غض البصر هذا المصطلح ورد في الشعر الجاهلي، يقول عنترة العبسي، وهو في الجاهلية: وأغض طرفي إن بدت لي جارتي حتى يواري جارتي مأواها وغض البصر مما يزيد المرأة كمالا، فأحد الشعراء يصف امرأة فيقول: و ما سعاد غداة البين إذا رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول *** غضيض الطرف، هذا من لوازم الحياء. أو تحويل النظر من جهة إلى جهة، فلم يقل الله عز وجل: قل للمؤمنين يغضوا أبصارهم، ويحفظوا فروجهم، ولم يقل: قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، ويحفظوا من فروجهم، بل قال: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾ لماذا ؟ لأن ( مِنْ ) حرف جر أصلي يفيد التبعيض، أعطني مما عندك، أيْ أعطني بعض الذي عندك، فمن تفيد التبعيض، أي أن الله سبحانه وتعالى يقول: إن المؤمنين يغضون أبصارهم عن بعض المبصرات التي حرمها الله عز وجل، فلك أن تنظر إلى زوجتك، ولك أن تنظر إلى أختك، ولك أن تنظر إلى خالتك، ولك أن تنظر إلى بنت أخيك، ولك أن تنظر إلى بنت أختك، ولك أن تنظر إلى أم زوجتك، أي ليس كل النظر إلى النساء محرما، بل إلى صنف من نساء أجنبيات عنك، لا يحللن لك. فهذه ( مِنْ ) للتبعيض. فإذا أحلّ الله لك النظر إلى أمك، أو إلى أختك، أو إلى ابنتك، أو إذا نظرت إلى اللواتي يحللن لك فلا ينبغي أن تنظر إليهن بملء النظر، بملء العين، المعنى الثالث: ابتداء الغاية: مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ )) أبو داود ] وأيديهم، أن يغضوا بدءا من أعينهم، منها: التبعيض، أي لك أن تنظر إلى بعض النساء، والخالة، والبنت، وأم الزوجة، فلا تنظر إليهن بملء العين، ولا تكرر النظر، ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ والمعنى الثالث، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ )) البخاري مسلم واللفظ له، أبو داود] أي قل للمؤمنين أن يغضوا أعينهم، وآذانهم، وأيديهم، المعنى الرابع لـ ( مِن ) يؤكدها حديثُ بُرَيْدَةَِ رَفَعَهُ قَالَ: ( يَا عَلِيُّ، لا تُتْبِعِ النَّظْرَةَ النَّظْرةَ، الترمذي، أحمد] فهنا ( مِنْ ) للتبعيض، هذه المعاني الأربعة المستفادة من كلمة ( من ) في قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ هذا الذي يؤكد المعنى الرابع من قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ الحكمة مِن مخاطبة الله للنبي مباشرة دون المؤمنين: وأن يأمرهم بغض البصر، هذه الطريقة في الخطاب تشعر أن فعل النظر إلى النساء الأجنبيات فعل قبيح، لأن هذا الفعل قبيح يقتضي أن توسط إنسانا ثالثا كي يأمره ألاّ يفعل كذا وكذا، فطريقة الخطاب هذه: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ لكن الله سبحانه وتعالى رحمة بالخلق جعل النهي مشفوعا بـ (مِنْ)، ولكن حفظ الفرج لم يكن كذلك، لأنّ النظر أوسع، وهناك نساء يجب أن تنظر إليهن كالمحارم، وهناك حالات يمكن أن تنظر فيها إلى المرأة الأجنبية، وبعض الحالات الأخرى، الأمر بحفظ الفرج كاملا: وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ لكن الفرج لا يحتمل أن يقول الله عز وجل: ويحفظوا من فروجهم، كلية. من المعاني والحِكم المستفادة من قوله: وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ: وأما المراد من حفظ الفرج فهو أن يتجنب الإنسان الزنى، وما يشبه الزنى، هذا كله يجب أن يحفظ الإنسان فرجه منه: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ(6) ﴾ وهي أن طريق حفظ الفرج هو غض البصر، فمن أطلق عينيه في الحرام فأغلب الظن أنه لابد أن ينزلق في الزنى، يقول بعض العلماء: إن النظر إلى المحرم من أقوى الدواعي إلى فعله، لذلك هناك قاعدة تقول: ما حرم فعله حرم النظر إليه، وحرم استماعه، وحرمت قراءته، وحرم الحديث به، والاستماع، والقراءة، والحديث من أقوى الدوافع إلى فعل هذا الشيء المحرم، لكن لئلا يكون هناك حرج على المؤمن فهناك فرق بين النظرة الفجائية، وبين النظرة الآثمة، فعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: الترمذي] فهذا الذي يدّعي أن هذه النظرة التي يديمها الرجل للمرأة الأجنبية إذا ظن أن هذه النظرة هي النظرة الأولى فقد وقع في غلط كبير، النظرة الأولى ينبغي ألا تدوم أكثر من معشار الثانية، أما من يدعي أن هذه النظرة المستديمة هي النظرة الأولى فهذا غلط كبير. يقول ربنا سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ ﴾ المعنى الثالث: الابتعاد عمّا هو أَقَلُّ مِن الزنا: وعما هو مشابه للزنى، وفضلا عن ذلك فمن حفظ الفرج أيضا ستره، فيحرم أن يرتدي الإنسان ثيابا رقيقة تشف عنه، ويحرم أن يرتدي ثيابا ضيقة تحد خطوطه، هذا من لوازم حفظ الفرج. ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ أما قوله تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ وأنقى لدينهم، إذا توهم متوهم أن في هذه النظرة استمتاعا، أو نفعا فإنه واهم إلى أبعد الحدود. أيْ أزكى لنفوسهم من هذه اللذة التي يحققونها من النظر، ذلك أنفع لقلوبهم من هذه المنفعة التي يحققونها بالنظر، فهل نحن مصدقون كلام الله عز وجل ؟ هذا الذي يجد في النظرة لذة تفوق طاعة الله عز وجل، والذي يجد في النظرة متعة تفوق متعته بطاعة الله هو إنسان جاهل، يقول الله عز وجل: ﴿ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ﴾ الأمر بغض البصر عن كل شيء محرم: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ ليس المقصود ألا تنظر إلى المرأة الأجنبية فقط، هناك شيء آخر ؛ ألا تنظر إلى المرأة الأجنبية، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( الْفَخِذُ عَوْرَةٌ )) البخاري، والترمذي، أبو داود، أحمد] بل عن المرأة، وإضافة إلى عورات الرجال التي لا ينبغي أن يراها الرجال أيضا، فأي منظر فاحش، أي عمل فني فاحش، فلا يحل للرجل أن ينظر إلى امرأة غير امرأته، أو إحدى محارمه، وكلكم يعلم الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا، مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، الجامع الصغير عن أنس بسند فيه مقال] واليد تزني حينما تصافح، هذه الرجل تزني، والأذن، واللسان، وفي النهاية إما أن يقع في الفاحشة الكبيرة، وإما ألاّ يقع، وفي الحديث الصحيح عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: ( سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظَرِ الْفُجَاءَةِ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي )) مسلم، الترمذي] ابنة سيدنا شعيب ما الذي جعلها تمتلئ إعجابا بسيدنا موسى: ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ سورة القصص: الآية 26) ﴿يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ لأنه كان عفيفا، تروي الكتب أن سيدنا موسى حينما جاءته إحداهما تمشي على استحياء، فأطرق بصره في الأرض، ودليني على الطريق، رأت منه عفة ما بعدها عفة، شهامة ما بعدها شهامة، فلذلك يقال: إن الذي يعجب المرأة في الرجل عفته، وقوته، وأمانته. ﴿قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ﴾ سورة القصص: الآية 26) والذي يعجب الرجل في المرأة حياؤها، قال تعالى: ﴿فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ﴾ سورة القصص: من الآية 25) ومن علامات آخر الزمان أن يرفع الحياء من وجوه النساء، وتذهب النخوة من رؤوس الرجال، فلا حياء في وجوه النساء، ولا نخوة في رؤوس الرجال. هو أنّ حياء المرأة نصف جمالها، والذي يعبر عنه بعض علماء النفس بالأنوثة، الذي يسهم إسهاما كبيرا في أنوثة المرأة حياؤها، فإذا رفع الحياء من وجوه النساء، فَعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلامِ النُّبُوَّةِ: إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ )) البخاري، ابن ماجه، إذا كان أغنياؤكم سمحاءَكم، وأمركم شورى بينكم فظهر الأرض خير لكم من بطنها، وإذا كان أغنياؤكم بخلاءكم، وأمركم إلى نسائكم - هنا بيت القصيد - فبطن الأرض خير لكم من ظهرها. إياكم والديوث، إياكم والسهام المسمومة: ( ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ، وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى )) النسائي، الديوث هو الذي لا يغار على عرضه، فهو بنص الحديث الشريف ديوث. وعَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( النَّظْرةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومَةٍ، فَمَنْ تَرَكَهَا مِنْ خَوْفِ اللَّهِ أَثَابَهُ جَلَّ وَعَزَّ إِيمَانً يَجِدُ حَلاَوََهُ فِي قَلْبِهِ )) الحاكم في المستدرك ] لم يقل النبي عليه الصلاة والسلام: النظرة سهم من سهام إبليس، لأن السهم غير المسموم إذا أصاب جسدا أصاب موضعا بعينه، لكن السهم المسموم إذا أصاب جسدا سرى السم في كل الجسد، وهذا من أروع ما قاله النبي عليه الصلاة والسلام في غض البصر، فالذي ينظر إلى المرأة الأجنبية التي لا تحل له فحياته كلها يصيبها التسمم، ولا هو في تجارته كما ينبغي، ولا هو في وظيفته كما ينبغي، ولا هو في بيته كما ينبغي، وكان أمره فرطا. ( النَّظْرةُ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومَةٍ، فَمَنْ تَرَكَهَا مِنْ خَوْفِ اللَّهِ أَثَابَهُ جَلَّ وَعَزَّ إِيمَانً يَجِدُ حَلاَوََهُ فِي قَلْبِهِ )) أي إذا صرفت بصرك عن امرأة لا تحل لك فلا يمكن أن يفسر هذا إلا أنك مخلص لله عز وجل، أو خوفا أن يعرف الناس ذلك، ولكنك إذا غضضت بصرك عن محارم الله من دون أن يكون هذا العمل رياء أمام الناس فاعلم علم اليقين أن هذا الغض يؤكد إخلاصك لله عز وجل. وأن تشعر بحلاوة لا تعدلها حلاوة، إذا غضضت بصرك عن محارم الله، وكأن الله سبحانه وتعالى جعلك تقبل عليه في كل يوم آلاف المرات، كلما غضضت بصرك عن امرأة لا تحل لك فهذه قربة إلى الله عز وجل. روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي أُمَامَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَنْظُرُ إِلَى مَحَاسِنِ امْرَأَةٍ أَوَّلَ مَرَّةٍ، لكن من الاستنباطات السخيفة التي سمعتها مرة: أن غض البصر يقتضي أن يكون الوجه سافرا، وإلا فلا معنى لغض البصر، والدليل على أن الوجه يجب أن يكون مستورا أحاديث كثيرة، وآيات سوف نصل إليها بعد قليل في سورة النور، ولكن من هذه النصوص أن السيدة عائشة في حديث الإفك رضي الله عنها قالت: ( وَكَانَ صَفْوَانُ بْنُ الْمُعَطَّلِ السُّلَمِيُّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْجَيْشِ، فَأَصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأَى سَوَادَ إِنْسَانٍ نَائِمٍ فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وَكَانَ رَآنِي قَبْلَ الْحِجَابِ، فَاسْتَيْقَظْتُ بِاسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بِجِلْبَابِي، وَلَا سَمِعْتُ مِنْهُ كَلِمَةً غَيْرَ اسْتِرْجَاعِهِ ))