يشكل الاهتمام بالموظفين وتحسين أدائهم اهتماما عالميا في جميع دول العالم، علاوة على ذلك فان قدرة اي مجتمع على ادارة مؤسساته وبرامجه الحيوية بفاعلية واقتدار، تعتبر من اهم الخصائص التي تميز ذلك المجتمع عن غيره من المجتمعات، وما يميز المجتمعات المتقدمة ومؤسساتها ليس ثقافتها او مواردها الطبيعية، او ما يتوافر لديها من رأس مال، وانما يتوافر في مؤسساتها من موارد بشرية مؤهلة وما يمتلكه الافراد فيها من مهارات وقدرات وامكانيات وخاصة المهارات الادارية، ويستوجب هنا على المؤسسات ان تسعى دوما الى تجنب الاهدار والفوضى والاضطراب، وتعمل بكل جهد وطاقة للمحافظة. على الاستخدام الامثل والفعال للموارد البشرية والمادية من اجل تحقيق الاهداف التي تنشد الادارة لتحقيقها، ومن ضمنها الاهتمام بموضوع تأثير ضغوط العمل على ظاهرة التغيب ويمثل ضغط العمل أحد الظواهر الانسانية التي تصاحب التعقيدات المتسارعة والتي واكبت عملية التطور في عالم اليوم، وهو من أبرز الموضوعات التي حظيت باهتمام الباحثين وذلك لأهمية هذا الموضوع وانعكاساته السلبية والايجابية على كل فرد والمنظمة والمجتمع، والضغوط هي حقيقة من حقائق عصرنا الحديث المعقد وظاهرة طبيعية وجزء لا يتجزأ من طبيعة هذا العصر طبيعة هذا العصر الذي أصبح يلقب بعصر الضغوط، وأصبحت هذه الأخيرة تنعت بالقاتل الصامت وانه من الصعب على الموظف تجنب أي شكل من أشكال الضغوط التي من الممكن أن تكون ذات تأثير سلبي.ولا شك أن انتشار ظاهرة التغيب في المؤسسة يدل على عدم وجود عوامل سلبية تتعلق بالعمل وتؤثر على مدى انتظام الموظف في عمله، ويمكن ان نقيس على ذلك الخروج اثناء ساعات الدوام اليومي لأسباب واهية وغير منطقية واختلاق أعذار لا تبرر الخروج دون مراعاة ما ينعكس على الموظف وعلى المؤسسة.ومن هذا المنطلق كان اختيارنا لموضوعنا المتعلق بتأثير ضغوط العمل على ظاهرة التغيبلدى موظفي وأساتذة وعمال كلية الاداب واللغات بجامعة محمد بوضياف بالمسيلة،