يرى أصحاب النظريات السياقية أن فهم المعنى لا يتأتى من مجرد رؤية المشار إليه أو وصفه أو تعريفه، بل من خلال السياق اللغوي وغير اللغوي الذي ورد فيه. وتتطلب دراسة المعنى تحليل هذه السياقات، التي تُعرّف بأنها البيئة المحيطة بالخطاب، والتي تكشف معناه. أهم هذه السياقات: السياق اللغوي، ويتضمن: التركيب الصوتي (فمثلاً، اختلاف صوت واحد في كلمة "نام" يُغيّر معناها تماماً)، والتركيب الصرفي (اختلاف صيغة الكلمة يؤدي لاختلاف دلالتها، مثل: "ولد"، "ولدان"، "أولاد"، إلخ)، والتركيب النحوي (دلالات نحوية عامة كالخَبر، النفي، التأكيد، الاستفهام، الأمر، ودلالات خاصة كالفعلية، المفعولية، الحالية، إلخ)، والنظام المعجمي (علاقة الكلمة بمفردات المعجم وحقولها الدلالية)، والمصاحبة (تأثير الكلمات المجاورة على معنى الكلمة)، والأسلوب البلاغي. أما سياق الموقف، فيشمل الكلام الفعلي، طبيعة المتحدثين، طبيعة الأشياء المتحدّث عنها، الأفعال المصاحبة للكلام، وزمن الكلام. وأخيراً، السياق الثقافي الاجتماعي، حيث تختلف معاني الكلمات تبعاً للمجال الذي استُخدمت فيه (مثل: "جذر"، "زراعة"، "عملية"). وختاماً، لتحديد معنى الكلمة، يجب تحديد المجال الذي تنتمي إليه.