إن لم تكن أهمها على الإطلاق، وبانتهاء هذه الحرب في العام 1918، إن زوال الحكم العثماني عن فلسطين واحتلال بريطانيا لها، للإنكليز الذين عملوا على تهيئة كافة الظروف لبلورة المشروع الصهيوني وإرساء دعامته على الأرض الفلسطينية. لا سيما بريطانيا، لحليفتها فرنسا، وفي الوقت ذاته أصدرت بريطانيا وعد بلفور. إذ أن كل ما أرادته بريطانيا هو مساعدة العرب في الحرب لدحر تركيا دون أن تنظر إلى مصالح وآمال العرب في الوحدة والاستقلال. بعد استسلامها. إذ أخذت الدول الغربية تُغذي الحركة الصهيونية وتهيء لها سبل تحقيق آمالها. التقت مخططات بريطانيا وأوروبا مع ما رفعه اليهود من شعارات دون اعتبار لسكان فلسطين أو للعرب ككل أو للمسلمين. كان الاجتياح البريطاني هو التمهيد لأن تتخلص أوروبا وبريطانيا من مشكلة قديمة في بلادها. التأسيس والتملص خلال الفترة الأولى للاحتلال البريطاني لفلسطين كانت الإدارة بيد العسكريين حتى عام 1920، من الحصول على رسالة من الخارجية الفرنسية تتعهد فرنسا بموجبها بتأييد إقامة الوطن القومي اليهودي في فلسطين. بتاريخ 19 أيار من السنة ذاتها، وفي الوقت ذاته، اتفاقيات تشرعن الاستعمار! وبعد هذه الاتفاقية تقدم الصهاينة بطلباتهم إلى المؤتمر، وإعلان البلد وطناً قومياً لليهود، وعندما أصبح لليهود كثافة سكانية وعسكرية واقتصادية كافية تركوا البلاد. معتبرة أن من حقها حكم فلسطين باعتبارها منطقة نفوذ لها، وأحياناً الاختباء،