ثم إن الصياد رفع رأسه إلى السماء وقال: «اللهم ارزقني هذه المرة برزقية ورهف بالشبكة، فإذا فيها قمقم من نحاس أصفر وفعه مختوم برصاص عليه خاتم النبي سليمان بن داوود ففرح الصياد بهذا القمقم. وهو مسدود فقال في نفسه: «يا ترى أي شيء في هذا القمقم؟ لصل فيه كنزا ثمينا فلأفتحه". وأخرج سكينا وعالج الرصاص ففكه من القمقم. وحطة إلى جانب الأرض، فعجب إذ رأى دخانا يتصاعد من القمقم إلى عنان السماء، ويزحف على الأرض ويتحول إلى عفريت، فلما رأه العفريت قال: «لا إله إلا الله، وقال: «يا نبي الله لا تقتلني، فإني لن أخالف لك قولا ولن أعضب لك أمراة. فقال له الصياد: «أيها العفريت - تقول سليمان نبي الله، وسليمان مات منذ ألف وثمانمائة سنة, فلما سمع العفريت كلام الصياد, أبشر أيها الصياد: «ويم تبشرني أيها الصفريت؟». فقال له الصياد: «يا شيخ الصفاريت, هل أصنع مصك مليحا فتعاملني بالقبيح؟ هل صممت على قتلي؟. فأجابه: «نعم فقال الصياد: «بالاسم الأعظم المنقوش على خاتم سليمان بن داوود، أسألك عن شيء وأرجو أن تصدقني. والقمقم لا يسع يدك ولا رجلك، فكيف يسمك كلك؟ فقال له العفريت: «أنت لا تصدق أنني كنت فيه؟» فقال الصياد: «لا لا أصدقك حتى أنظرك فيه بصيني!. ودخل القمقم قليلا قليلا، فأسرع الصياد إلى قطعة الرصاص المختومة، وطبعها على فم القمقم".