قد تكون جميلة تتمنى العودة إلى النوم لتواصل الإستمتاع بها، أما الكوابيس كلام آخر، بعد وجبة العشاء البسيطة، وبيض مسلوق مع شاي ساخن بالأعشاب، توجهت نحو سجن غرفتي ذات الأربعة جدران بأرضيتها العارية، إرتميت على السرير رغبة في نوم عميق يدوم لثماني ساعات على الأقل، مرت الدقائق البطيئة بعد منتصف الليل، حان وقت الغوص في عالم الوهم المطلق وأنا في مكاني مغمض العينين. يبدأ كل شيئ بأفكار تجوب ذهني بأشد الكآبات قتامة، أتقلب بسريري الصغير يمينا ويسارا إلى أن وضعت في العالم الآخر، وحوش آدمية تتبعني مرفرفة بأجنحتها السوداء، أنيابها حادة متعطشة دمائي، أرى بالجانب كلابا ضالة تزمجر راغبة في لحمي وعضامي، أرى إسمي منقوشا على الجدران بدم شخص مجهول قتل على يد سفاح هارب، المرايا معلقة في حوائط بنايات مهجورة أرى فيها روحي السوداء، لابد أن هذه المكيدة من مكائد ملاك الموت، أقول لك "أنا آسف يا رفيقي, والسماء بثوبها الأسود صحبة الغيوم الرمادية، صوت قيثارة يطرب أذني بألحان البؤس و العذاب، أرفع رأسي للسماء مستغيثا بالخالق، في رمشة عين أرمق سيارة بدون سائق تتقدم نحوي بتثاقل، إلى أن تصتدم بي لأغادر الحلم بصفة نهائية، دائما ما تكون مرتبطة بواقعي المرير، مللت سيناريوهاته المتكررة كل ليلة ومع ذالك ستظل مؤامراته الخبيثة ضدي إلى آخر ليلة لي على هذا الكون.