ثانيا : المدرس ودوره في التفكير الابتكاري : داخل الفصل ، ومن خلال المناهج الدراسية ، قبل النشاط المدرسي خارج الفصل ، فلابد أن تكون عملية تدريسه داخل الفصل الدراسي تتسم بالديمقراطية ، كما تنمي الفكر وتثير التساؤلات وتبعد عن السلبية وتكون في غاية الإيجابية ، فلابد وأن يصبح الدارسون قادرين على التحرر من النماذج المألوفة للفكر حتى يتأملوا عوالمهم بطرق جديدة ( ١٠٥/٢٧) ، فمهمة أساسية للمدرس تحفيز النقاش والسؤال ، وهي مهارات ابتكارية أصيلة ، ومهارة تقوم على رعاية المدرس لإبداع تلاميذه والتوجيه الذاتي للتلاميذ فمن خصائص المدرسين الابتكارية أن يكونوا أكفاء أصحاب شجاعة متحملين للمخاطر ومتواضعين وذوي وضوح سياسي، فيقع في صميم اختصاصهم التدريس الإبداعي الممتع ، وتنبني مهمة التدريس على الخبرات السابقة للمدرس وعلى البني العقلية للمتعلمين والتي تقودهم إلى طرق أكثر تجريدا وتأملاً من الفكر والتفكير . والطريق الصحيح لقيام المدرس بدوره الهام في بث الروح الابتكارية والتفكير الابتكاري بين طلابه هو إكساب الطلاب القدرة على التحليل وتفهم المعلومات واكتشاف ما بين السطور واستثارة انتباههم بطرح التساؤلات وإثارة المشكلات وطرح الحلول المناسبة لكل مشكلة ، فالتلقين وظيفة غير ذات جدوى بالنسبة للتدريس الحديث الذي يقوم على شد انتباه الطالب وجعله أكثر إقبالاً على الدرس وأكثر استيعاباً له . ويقترح بعض الخبراء في مجال تنمية الفكر النقدي عند التلاميذ أن يبدأ المعلمون كل حصة بمشكلة أو مناظرة ، بحيث يمكن تشجيع فترات الصمت الخلاق للتأمل ، يضع فيه الدارسون والمعلمون بهدوء مفاهيم جديدة ، ويمكن الاستعاضة عن الجلسات التقليدية بحلقات مجموعات صغيرة وأن تكون الجلسة التدريسية للصف مستمرة لمدة ساعتين أو ثلاثة بدلاً من خمسين أو ستين دقيقة حالياً ، وأن تعطى للدارسين فرص متكررة للتعبير عن القلق والهواجس والغموض الذي يعتريهم بالأسئلة والاستنتاجات التي تساعد على ترسيخ الموضوعات في عقلهم الباطن . بل يصل إلى إكساب الطلاب مهارات التفكير الابتكاري ، وهي الأساس لأي عملية ابتكار ، وذلك من خلال إكساب المدرس للطلاب ، أثناء الشرح ، مهارات التفكير الابتكاري وهي : العصف الذهني والإدراك البصري والتجسيد والاختراع والعلاقات المترابطة والاستنتاج والتعميم والتنبؤ وفرض الفروض وعمل المناظرات والتعامل مع الغموض والتناقض الظاهري ، وكذا مهارات التفكير الناقد من الوصف والمقارنة والمقابلة والتصنيف والتتابع وتحديد الأولويات وصياغة النتائج وتحديد السبب والنتيجة والتحليل للتوجه في اتجاه معين والتحليل للوصول إلى المسلمات وإيجاد أوجه التشابه والتقويم ومن أمثلة استخدام المدرس المهارات التفكير الابتكاري في التدريس ، أنه بعد اختبار المحتوى الدراسي المحدد يمكن إضافة مهارات معينة للمنهج بما يتناسب مع المحتوى الدراسي للمادة ، فمثلاً تستخدم مهارة التصنيف باستمرار في مناهج العلوم ، وفي التاريخ تستخدم مهارة التحليل الناقد والمقارنة بين الثقافات والأحداث والقيادات أما في مادة الرياضيات ، وفي مادة الحاسب الآلي يستخدم مهارة التطبيق في تفكير تتابعي ، كما يمكن استخدام مهارة الإدراك الحسي في مادة الرسم أو التصميم ،