ولم تنته مساهمة علماء النفس والأطباء النفسيين في تبرير الاستعمار، غالبا ما يُظهر علماء النفس والأطباء النفسيون فقدان ذاكرة جماعي، العلاج النفسي والنيوليبرالية شغل موضوع الصحة النفسية حيزًا كبيرًا في حقول الفلسفة والعلوم الاجتماعية والانسانية على مر العصور، فكما تزود الأخيرة الأفراد بمهارات تقنية وعملية بغية البقاء في مكان العمل يحاول العلاج السلوكي المعرفي وعلم النفس الإيجابي تزويد الأفراد بمهارات عاطفية ونفسية لذات الغرض، وهنا يعيدنا فوكو إلى تاريخ المرض النفسي وكيف تعامل عصر ما قبل الحداثة مع كل من يعاني من مرض نفسي، اذ يعتقد ان عملية تشخيص المرض النفسي وفهم سيكولوجية الفرد، اذ يُشير في كتابه Crazy like us " إلى مفهوم المرض العقلي بصفته مفهوم اجتماعي يتشكل ضمن مصفوفة من العمليات والظروف الاجتماعية، يقوم العلاج النفسي 21 باستغلال هذه الأعراض وتشخيصها كأمراض نفسية تستدعي العلاج بالأدوية ويضمن في نفس الوقت أرباحًا اضافية لشركات الأدوية وكذة يتحال 21 حالف بين 86 النيوليبرالي والعلاج النفسي النيوليبرالي، على عملية تقديم الرعاية النفسية والعلاج. ويُركز الكتاب على كيفية تأثير الامتياز والتحيز الاجتماعي على العلاقات بين مقدمي الرعاية النفسية والمرضى ويناقش كيف يمكن أن يؤثر الامتياز الاجتماعي في تشخيص المشاكل النفسية وفهمها، وكيف يمكن أن يؤثر في العملية العلاجية بشكل عام. يشدد الكتاب على أهمية التدريب والوعي لدى مقدمي الرعاية النفسية للتعامل بفعالية مع تأثيرات الامتياز والتحيز الاجتماعي. اذ يمكن أن يؤثر التحيز والامتياز بشكل كبير على العملية العلاجية وتقديم الرعاية النفسية الاستشعار بالامتياز قد يؤدي إلى تشويه الصورة الشاملة للمريض وفهم تجربته بشكل غير كامل.