يي لعل قضية تسهيل التجارة العالمية تكون همي أهمم القضايا الجمركية المعاصرة على الإطلاق، وهمي قضية قديمة وليست وليدة همذه الأيام تعود بداياتها إلي تلك المحاولات الحقيقية الجادة التي بدأ العالم بأسره القيام بها منذ نهاية الحرب العالمية الأولي، ولكنها واولات اتسمت جميعها بالفشل وعدم التوفيق، وبنهاية الحرب العالمية الثانية، ودخول دول العالم مرحلة البناء المؤسسي للعالم الجديد بعد الحرب بدأت مرة أخري في واولة جادة لتجنب ويلات أي حروب أخري، فقامت الأمم المتحدة في عام 5491 بالدعوة لعقد مؤتمر للتجارة والعمل لكي يتم وضع آليات مستقرة ونظم دولية متفق عليها للتجارة بين دول العالم، بما يضمن تفعيل حقيقي لمبدأ تسهيل وتيسير التجارة الدولية، وبانتهاء فعاليات المؤتمر في أكتوبر 5491 والإتفاق على ملف أول يتضمن الإتفاقية العامة للتعريفات والتجارة 5491، وطالب بالعودة لمائدة المفاوضات، 21 إن المعارضة الكبيرة التي واجهتها همذه الإتفاقية الخاصة بإنشاء منظمة التجارة العالمية من الكونجرس الأمريكي بحجة أن همذه المنظمة تسمح للحكومات بالتدخل المباار في حركة التجارة الدولية، وهمو ما يتعارض مع النظرية الاقتصادية الرأسمالية أو اقتصاديات السوق الحر الذي تطبقه الولايات المتحدة الأمريكية، بل إن الأوساط الاقتصادية والتجارية تشير إلى أن الناتج القومي الأمريكي في ذلك الوقت كان يعادل ضعف الناتج العالمي كله . لذلك كان اعتراض الكونجرس الأمريكي في ذلك الوقت على ميثاق همافانا يبدو اعتراضاً منطقياً من وجهة نظر اللغة الاقتصادية الأمريكية . إلا أن العديد من الدول الصناعية في العالم آنذاك أولت همذا الميثاق اهمتماماً كبيراً. خاصةً فيما يتعلق بإجراءات تحرير التجارة العالمية، وسعت دول العالم آنذاك إلى استكمال مفاوضاتها التجارية بعد ميثاق همافانا مباارة، حيث بدأت المرحلة الأولى عقب الاعتراض الأمريكي مباارة عام 5491 وامتدت لعدد من الجولات التجارية انتهت عام 5465، وقد اتسمت جولات المرحلة الأولي همذه بالتركيز على تحقيق تخفيضات في التعريفات الجمركية بين الدول المشاركة خاصة السلع والبضائع التي تدخل في التجارة بينها، حيث اهدت همذه المرحلة ظهور ا موعة الأوروبية والتي سعت إلى تكوين وحدة اقتصادية وتكامل سياسي بين الدول الأعضاء، وكانت همذه ا موعة قد أنٌشئت في الخمسينيات من القرن العشرين واتخذت بروكسل مقرًا لها ، وهمما على 21 الصعيد العام للجولات تعتبرا أهمم جولات المفاوضات التجارية جميعها، فجولة كيندي كانت الجولة السادسة وسُميت بذلك الاسم لأن الرئيس الأمريكي همو الذي دعا لعقدهما من خلال رسالته التي وجهها إلى الكونجرس عام 5461 ووافق الكونجرس بناء على همذه الرسالة على تفويض الرئيس الأمريكي في سلطة إجراء المفاوضات التجارية لتوسيع ودعم التجارة الخارجية ، وبموجب همذا م منح الرئيس صلاحيات خفض التعريفة الجمركية بنسبة تصل إلى 15 % على جميع السلع والبضائع و قد أدى همذا إلى فتح باب المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية و اركائها التجاريين خاصةً ا موعة الأوروبية , وااركت فيها عدد 71 دولة، وتركزت المناقشات حول موضوعات التخفيضات في التعريفات الجمركية , و قد نجح ثلو تلك الدول في التوصل إلى خفض التعريفة الجمركية على بضائع وسلع تدخل في التجارة الدولية بقيمة م تقديرهما في ذلك الوقت بحوالي 95مليار دولار أمريكي أو ما يعادل 95 % من التجارة الدولية وكان متوسط الخفض التعريفي متقارباً بين الدول حيث قررت كل من بريطانيا واليابان متوسط قدره 75% بينما بلء المتوسط في كندا 19 %، أما الجولة السابعة والتي سميت بجولة طوكيو فقد كانت بداية انطلاق حقيقية نحو تحرير التجارة العالمية حيث عٌقدت في طوكيو واارك فيها عدد 551دولة و كان الموضوع الأساسي كالعادة همو تخفيض التعريفة الجمركية على مزيد من البضائع والسلع، ولكن اهدت همذه الجولة للمرة الأولى تناول موضوع جديد همو القيود الغير الجمركية, و يمكن تقسيم همذه وكان الهدف من همذه الجولة تحقيق بعض • تحرير تجارة الخدمات بالإضافة إلى التجارة السلعية. حيث نجحت الولايات المتحدة الأمريكية في إدراك همذا الموضوع في المناقشات على مستوى الجات, حيث يؤدي ذلك إلى تخفيض العائد على أصحاب همذه الحقوق، و همكذا 23 انتهت الأربع سنوات الأولى من جولة أورجواي 5496 – 5445 دون التوصل إلى اتفاق يذكر، ومع بداية المفاوضات في جولة أوروجواي الثانية عام 5445، و 15% من الكمية, البنك الدولي . منظمة التجارة العالمية . ومنذ الأول من يناير 7222 أصبحت منظمة التجارة العالمية الوريث الشرعي للجات (الإتفاقية العامة للتعريفات 24 بعد. ومن أجل تحقيق ذلك والبدء فيه سريعاً ، بادرت المنظمة إلى الدعوة للمشاركة في مفاوضات تسهيل التجارة الدولية منذ بداية عام 7222 ، واستمرت همذه المفاوضات بين الدول الأعضاء على مدار عدة سنوات، 1. تطوير وتحديث البنية التحتية لشبكة النقل والمواصلات بصورة عامة. 3. وهمذه المحاور تتناول في تفصيلها كافة الجهات والمنظمات والوحدات الإدارية الحكومية وغير الحكومية التي لها علاقة بالتجارة الدولية ، ونلاحظ أن المحاور الثلاث تبدأ بكلمة (تطوير) بما يوضح أننا بصدد وضع منهجيات لرفع وزيادة ما همو كائن إلى أقصى ما يمكن أن نصل إليه من معدلات للتجارة بين دول العالم. بمعني تبسيط وتنسيق إجراءات التجارة الدولية والمستندات تقديم المستندات، إجراءات النقل، التأمين وغيرهما من الإجراءات المالية المتعلقة بمرونة عملية تدفق البضائع، إلغاء المعوقات والقيود أمام المنشآت الصغيرة والمتوسطة للدخول في الأسواق من همذا يتضح أننا نسعى من خلال إجراءات تسهيل التجارة إلي تحسين وتطوير النمو الاقتصادي للدول، وتحسين ظروف المنافسة للمنتجين بهذه الدول، وفي الوقت نفسه يكون لكل دولة الحق في حماية نفسها من الأنشطة التجارية غير المشروعة. وهمذا همو السبب الذي دفع منظمة التجارة العالمية إلى أن تطلب من كل دولة من الدول الأعضاء قائمة التخفيضات التعريفية والتي يستفيد منها كافة الدول ويترتب عنها بطريق مباار زيادة كبيرة في معدلات التبادل التجاري الدولي. لقد بدأ استخدام مصطلح تيسير التجارة الدولية في أروقة منظمة التجارة العالمية منذ أضيفت مفاوضات تسهيل التجارة إلى أجندة منظمة التجارة العالمية في ديسمبر 1996 لمواكبة سياسة الإصلاح الاقتصادي العالمي، النمو الاقتصادي والتجاري، معايير العمالة المركزية المعروفة دولياً، التجارة والبيئة، الخدمات والمفاوضات، وأخيراً موضوعات تسهيل التجارة الدولية}. إلاأنهلميتمالتعاملمعهابصورةرسميةإلاعندماأتخذا لسالعاملمنظمةالتجارة العالمية قراراً في اهر يوليو 2114 ببدء المفاوضات الخاصة بتيسير التجارة كأحد الوظائف الأساسية لمنظمة التجارة العالمية. وقد كان من اللافت للنظر أن الوفود التي اجتمعت لهذا الغرض ضم العديد منها ثلين عن الإدارات الجمركية لهذه الدول من بين أعضائها وهمو الأمر الذي ساهمم إلى حد كبير في واقعية همذه المفاوضات ونجاحهافيالوصولإلىآلياتعمليةيمكنمنخلالهال داراتالجمركيةالمساهممة بقدر كبير في عملية تيسير التجارة الدولية، ويتضمن ما يسمى بملف يوليو قرار ا لس العام للمنظمة ما يشير إلي أنه {بهدف تفعيل المساعدات الفنية وبناء القدرات وبهدف ضمان تضامن أكثر، فإن الدول الأعضاء بالمنظمة عليها دعوة الجهات الدولية المعنية مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة الجمارك العالمية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة والبنك الدولي بهدف تبني جهود متضامنة في همذا الشأن} 27 وهمو ما يشير في لفظ صريح إلي دعوة الدول الغنية والجهات المانحة إلى تقديم كل المساعدة والدعم للدول النامية لتتمكن الإدارات الجمركية بها من تفعيل وتنفيذ آليات تيسير التجارة الدولية بها. لقد كانت منظمة التجارة العالمية ذات رؤية مستقبلية واسعة حين دعت الإدارات الجمركية إلى المشاركة في تلك المفاوضات لأنها تعلم أن الجمارك همي نقطة الارتكاز التي تقوم عليها التجارة الدولية ، وأن تطوير العمل الجمركي،