قضيتها وأنا أرجو أن أكون قد قمت بواجبي تجاه ربي، ستكون فيه الشمس مبتسمةً تشعّ بنورها اللامتناهي على كلّ من قام وفي قلبه فرحةٌ لا توصف، وكيف لا يفرحون وقد أنعمهم الله بيوم عيدٍ نعبر عن فرحنا فيه، يوم شكرٍ على كلّ لقمةٍ تناولتها بعد جوعٍ وعطشٍ صبرت عليهما بحبٍّ لوجه الله، يوم شكرٍ على الثياب الجميلة المعلّقة في خزانتي التي رزقني إيّاها الله، جاء يوم العيد وجاءت قبله رائحة الكعك المفعمة باليانسون ورائحة القهوة والهال، ارتديت ثيابي الجميلة وذهبت بفوري إلى والدايّ لأقبّل يديهما الطاهرتين، ففرحتي هذه كلّها مرتبطةٌ بهما، فرحتي تكتمل برؤية ابتسامتهما، والداي الذان لا يوفي حقّهما أيّ شعرٍ أو نثرٍ على الإطلاق، قبّلت يديهما وعايدت إخوتي وإذا بباب المنزل يدقّ ففتحته لأجد أعمامي وعمّاتي قد أتوا ليشاركونا فرحة العيد. جلست في زاوية الصالة مبتسماً أنظر إلى ضحكة عمّي وأستمع لحديث عمّتي وأستشعر طعم القهوة التي يتناولها أبناء عمّي، عائلتي التي لا يكون للكعك مذاقٌ إن لم يشاركونا إيّاه، فحمداً لله على هذ النّعمة. تناولت في ذلك اليوم الكثير من الكعك والقهوة وكنت في كلّ مرّةٍ آكل فيها كعكةً أشعر بأنّها أوّل مرّةٍ من طيب طعمها ورائحتها، كيف لا وقد وضعن به كلّ حبّهنّ لنا وليوم العيد، كيف لا وقد نوين أن يطعمنه للضّيف ليكرمنه به، وأمّا القهوة فهي حكايةٌ ثانية، فطعمها ينبّه كلّ حواسي. وأدعو الله راجياً أن أكون قد قمت بواجبي وأدّيت كلّ ما عليّ من أمورٍ أمرني الله بها في يوم العيد،