يتناول هذا البحث علم الاجتماع التربوي، الذي يدرس تأثير العملية التربوية على الحياة الاجتماعية والعكس. يُعرّف بأنه علم مستقل، نشأ من علم الاجتماع العام، ويهتم بتطبيق مفاهيمه على الجانب التربوي. يهدف إلى فهم دوافع السلوك الاجتماعي لدى الأطفال، ووصفها، والتنبؤ بها، والتحكم فيها، بما يُسهم في توجيه النشء نحو الرضا والتكيف الاجتماعي. مجالات اهتمامه تشمل إيصال القيم الاجتماعية والثقافية، ودراسة المحددات الاجتماعية للسياسات التربوية، وتأثير المؤسسات الاجتماعية على النظام التعليمي، ودور المدرسة في الحراك الاجتماعي، وتكافؤ الفرص، وإعداد الناشئة لسوق العمل. تطور علم الاجتماع التربوي مرتبط بتطورات اجتماعية، وأعمال رواد كدوركهايم وفيبر وماركس، وبحوث لاحقة تناولت تأثير الانتماء الاجتماعي على التحصيل، ودور النظام التعليمي في إعادة إنتاج العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، والتفاوت الطبقي، والتعليم في المجتمعات المختلفة. تُبرز النظريات الحديثة، كالتفاعلية الرمزية والنظرية المعرفية، أهمية فهم التفاعلات الرمزية في العملية التعليمية، ودراسة توزيع المعرفة، ورأس المال الثقافي، وتأثير الثقافة على إعادة إنتاج التفاوت الطبقي. يختم البحث بالتساؤل حول قدرة علم الاجتماع التربوي على كشف الواقع السوسيولوجي في علاقته بالواقع التربوي، وتشخيص ومعالجة الظواهر التربوية بما يخدم مصلحة النشء، وتجنب أن يصبح أداة لإعادة إنتاج نفس قيم الطبقة الحاكمة.