وقد ورغب الاسلام في اغتنامه قبل الانشغال بما يطرأ على الانسان من أحداث. وجعله من الأمور التي يسأل عنها الإنسان يوم القيامة عموما وخصوصا كما قال صلى الله عليه وسلم: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وأضاف: عموما هناك العديد من الأساليب والطرق التي يمكن أن يتم من خلالها استغلال الأوقات في النفع الصالح العام والخاص مع التوجيه السليم والمتابعة من كل ذي مسؤولية. ويقول العريمي: إنَ استغلال الوقت في القراءة هي الوسيلة الوحيدة التي يكسبها القارئ في حياته مبينا أنه يتعين على الأسر العمل على تدشين مكتبات داخل البيوت بحيث لا تكون ترفا أو واجهة للزينة، ويجب أن يتم اختيار عناوينها في بداية التأسيس وفق رؤية جميع أفراد الأسرة موضحا أن كثرة القراءة في استغلال الوقت قد تزيد المعلومات على زيادة القدرة على التحليل وربط الأمور ببعضها البعض كما أن القراءة تكتسب مهارات جديدة منها القدرة على الفهم بشكل أسرع والقدرة على النقاش والحوار في أي موضوع من المواضيع المختلفة الأمر الذي يعمل على تطوير شخصية هذا الفرد وبشكل كبير جدا لم يكن يتسنى له لولا ممارسته لهذا النّشاط الرائع. وقال مبارك بن عبدالله العامري: نعم الله على العبد عديدة ومن هذه النعم التي أنعم الله بها على العبد نعمة الوقت وفي الكتاب العزيز وضح سبحانه وتعالى في العديد من السور عن أهمية الوقت قال سبحانه: (وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلً)، وقال تعالى: وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً)، ومثل وصف ما كان عليه حال المتقين نحو قول الله تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ* وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). وتبدو أهمية الوقت في كثرة ما أقسم الله به في كتابه العزيز. أن أهم شيء يملكه العبد في هذه الحياة هو الوقت والعاقل الفطن الحريص على استغلال الوقت الاستغلال الأمثل بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة وقد وجه نبيننا محمد عليه أفضل وأزكى التسليم أمته قائلا : «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالفَرَاغُ» ان هذا التوجيه النبوي مغنم عظيم ومكسب لهذا العبد ليدرك قيمة الوقت والتي من خلالها كيف يحسن التعامل مع الوقن والاستفادة منه. وأضاف: وقد اهتم الرسول عليه السلام في حياته بالوقت غاية الاهتمام وعدم تركه يضيع سُدًى، إذ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَك قَبْلَ هَرَمِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» ورغب الاسلام في الاهتمام والعناية باغتنام وقت الفراغ في هذه الحياة قبل ما ينشغل العبد من مرض وتقدم في العمر وهرم وفقر وهذه الأمور تشغل وتمنع الانسان وتلهيه من الاستفادة من استغلال الوقت واغتنامه لقد أمر نبينا محمد صلى عليه وسلم بالمبادرة والاهتمام بالوقت فقال عليه السلام : بادروا بالأعمال قبل حلول العواقب، فالساعة أدهى وأمر. وأشار الى ان استثمار الوقت فيما يعود على الفرد بالخير العظيم في دنياه وآخرته لجدير بأن يهتم به العبد عظيم الاهتمام بكيفية استغلال الوقت وإن استثمار أوقاتنا بالأعمال الصالحة يعود أولا علينا بالنفع العظيم وعلى أوطاننا بالخير المبارك والنماء والتقدم للوطن ، ومن الأعمال المباركة في حياة الإنسان نعمة القراءة التي هي الغذاء الفكري ومن خلال القراءة يتغدى الطالب مختلف العلوم الشرعية والفكرية والعلمية والسياسية ولدور القراءة في حياة العبد، أمر الله سبحانه بها رسوله صلى عليه وسلم في أول ما نزل من الآيات، علم الإنسان ما لم يعلم) ولدور أهمية العلم على الفرد والمجتمع أمرنا ديننا الإسلامي بتنظيم الوقت من خلال طلب العلم في مختلف فنون العلم وبتنظيم الوقت سوف يحقق الفرد نتائج مثمرة للمجتمع من خلال طلب العلم. وأوضح: أن صلة الرحم تأخذ صور وأشكال متباينة منها تبادل الزيارة معهم وتفقد أحوالهم والسؤال عن أخبارهم ومنحهم من أموال الزكاة والصدقات وتمييزهم عن الآخرين من الناس لأن القريب أولى وأحق بالإحسان والصدقة من الغريب حيث قال عز من قائل في كتابة العزيز في سورة البقرة (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) وكذلك من الواجب احترام كبيرهم والعطف على الصغير من الأقارب ومعاملتهم بالرحمة والإحسان وإعلاء شأنهم ورفع قدرهم أمام الناس ومشاركتهم الأفراح والأتراح وزيارة مرضاهم واتباع جنازة من يتوفى منهم وتلبية دعواتهم في الفرح والدعاء لهم بالخير في جميع أمور الدنيا؛ ومن الواجبات التي علينا تجاه ذوي الرحم منا هي اصلاح ذات بينهم وحل الخصومات بينهم والدخول بينهم بالمعروف وتذليل الشحناء والبغضاء في قلوبهم وجمعتهم بالكلمة الطيبة على قلب واحد فقد امرنا الله تعالى بذلك فقال سبحانه وتعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون) وصلة الرحم بين الناس لها أفضال وآثار كبيرة بين الناس فمن يَصل رحمه يصله الله تعالى ويكون سبباً لدخول العبد الجنة وغفران ذنوبه ونيل أعلى الدرجات وكذلك الرحم هو سببٌ لانتشار الحب في قلوب الأقارب وتقوية الصلة بينهم فيصبح المجتمع متواداً ومتحاباً ومتصالحاً، وكأنه جسدٌ واحد لا أحد فيه يكره الآخر فيسود الأمن ويختفي الحسد والتباغض بين الأقارب لأن صلة الرحم دليلٌ على إيمان العبد بربه وقربه من الله تعالى، كما أنها دليلٌ على الإيمان باليوم الآخرفقد قال عليه أفضل الصلاة وازكى التسليم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه). جميل مثل الطبيعة، في الترفيه والمرح، وهناك مجال رحب للقراءة في جميع مجالات الحياة والاستمتاع والتلذذ بالمعلومات وتثقيف النفس وتعبئتها بالثقافة اللازمة التي تجعل الإنسان يتمتع بصحة ثقافية، دينيا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ونفسيا، إذ الحركة بركة، والترويح مطلوب كما ورد «روحوا عن أنفسكم ساعة بساعة إن القلوب إذا كلّت عميت»، إذا عافت نفسك الالتزام وآثرت الركون إلى الكسل والخمول، ألهت الجميع عن الأساسيات وجعلتهم يبحرون في عالم افتراضي بلا أساس. وجميل ما قاله الشافعي: ومن فاته التعليم وقت شبابــه فكبّر عليه أربعا لوفاتــه وذات الفتى والله بالعلم والتقى إذا لم يكونا لا اعتبار لذاته وتقول شيخة بنت صالح بن سعيد الحسنية - مرشدة دينية بوزارة الأوقاف: استغلال الوقت في التعلم والتعليم من العلوم الشرعية وغيرها من العلوم المفيدة وأثرها على الفرد والمجتمع أنعم الله سبحانه وتعالى على عباده بالنعم العظيمة التي لا تعد ولا تحصى قال تعالى في محكم كتابه العزيز: (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) ومن نعم الله علينا نعمة الوقت، وهو من القيم الثمينة والمهمة في حياة الفرد التي لا تعوض ولا يمكن استرجاع ما مضى منها. ولا بد من العلم والمعرفة في شتى العلوم المختلفة والمجالات المتعددة . ويجب على الإنسان كيفية استغلال وقته في تعلم العلوم الشرعية وغيرها من العلوم المفيدة في شتى مجالات الحياة. فيستغل كل دقيقة من وقته الثمين، فضياع الاوقات وذهابها بلا فائدة يعد من الخسائر العظيمة لطالب العلم فقد كان السلف الصالح يحرصون كل الحرص على استغلال أوقاتهم في العلم والتعلم واكتساب مهارات أخرى في شتى ميادين الحياة والعلوم المختلفة كالهندسة والطب وغيرها من العلوم بما يعود عليهم بالنفع والخير في دينهم ودنياهم. ولضرورة تعلم العلم الشرعي لا بد من وجود الإرادة والعزيمة وعلو الهمة والحرص على الاطلاع وتحفيز النفس على طلب العلم والتحلي بالفضيلة والأخلاق الحسنة. لما لها من الأثر العظيم على الفرد والمجتمع بتعزيز الثقة في النفوس والإرتقاء بغرس القيم والأخلاق وتعزيز الانتاجية وتطوير الحياة الى الافضل.