## ملخص النص ظهرت التربية منذ بداية الإنسان، حيث وجد نفسه يعيش في جماعات مثل الأسرة والقبيلة، وبدأ رحلة تعلمه في بيئة مليئة بالكائنات الحية التي كان مضطرًا للتنافس معها. أدرك الإنسان تميّزه عن المخلوقات الأخرى، مستفيدًا من عقله لتحسين حياته، فلاحظ الظواهر الطبيعية من حوله، مستخلصاً المعرفة والخبرات التي ساعدته على البقاء والتطور. أطلق على هذا التفاعل المستمر بين الإنسان وبيئته "التربية" و"الحياة نفسها". تُعتبر التربية عملية إنسانية مميزة للإنسان بفضل العقل والذكاء والقدرة على فهم العلاقات واستخلاص النتائج. يمكن للفرد التعلم ونقل المعرفة وإضافة وتغيير وتصحيح ما يتعلمه. **الخصائص العامة لعملية التربية:** 1. التربية عملية اجتماعية تُشكّلُها طبيعة المجتمع والقوى الثقافية والقيم الروحية. 2. تُعنى بالنمو الشامل للفرد. 3. تُمارس في سياق اجتماعي محدد، بدءاً من بداية حياة الفرد في هذا المجتمع. 4. تُعبّر عن جانب اجتماعي باختيار أنماط محددة في الأنظمة الاجتماعية والأخلاق والخبرات. 5. المجتمع هو محور الدراسة في التربية، حيث تُستمدُّ أهدافها من ظروف الحياة فيه. 6. تُستند التربية على أصول علمية، مثل علم النفس وعلم الاجتماع والتاريخ وعلم السياسة وعلم الاقتصاد والفلسفة وعلم الحياة. تُعدّ التربية ظاهرة اجتماعية وثقافية مستمدة من علم الاجتماع وعلم الإنسان، تُعرّفها هذه الأصول كعملية اجتماعية ثقافية، تشير إلى العلاقة الوثيقة بين الفرد وبيئته، بما يُشمل الأفراد الآخرين والأنظمة والعلاقات والقيم والتقاليد والمفاهيم. تُستمد مقومات التربية من المجتمع، وتهدف إلى تحويل الفرد من مواطن مجرد إلى مواطن فعال بفضل دوره و مسؤولياته في جماعته. تُمارس التربية بشكل مباشر في المدرسة والمنزل والمؤسسات وغيرها. تُعتبر التربية وسيلة للاستمرار الثقافي، بغض النظر عن طبيعة الثقافة و مستوى تطورها. **مفهوم أصول التربية:** تُعرف أصول التربية على أنها العلم الذي يهتم بدراسة الأسس التي يبنى عليها تطبيق تربوي سليم. فهي دراسة تهدف إلى تزويد الطالب أو الدارس بمجموعة من النظريات والحقائق والقوانين التي توجه العمل التربوي التطبيقي. وتُستمد هذه النظريات والقوانين من الفلسفات المختلفة، أو الأديان، أو القيم الاجتماعية، أو نتائج التجريب في علم النفس والاجتماع وغيرها من فروع المعرفة. كما تُعرف أصول التربية على أنها القواعد والأسس والمبادئ والنظريات والمسلمات والافتراضات والحقائق التي يقوم عليها أي نظام تربوي. هي الجذور والمنابع التي تنبثق منها الأفكار والنظريات والممارسات التربوية. **أهمية دراسة أصول التربية:** دراسة أصول التربية أساسية لتحقيق قوة التعليم في المجتمع، فهي ليست مجرد مجموعة قوانين بل هي فهم العمق الذي يكسب التربية صفتها كمهنة وقوتها كقوة اجتماعية. تُعنى دراسة الأصول بتحليل المسلمات والفرضيات والتطورات التي تؤثر على الممارسات التعليمية وعلى عمل المؤسسات التربوية. تهدف هذه الدراسة إلى كشف هذه المسلمات والفرضيات من خلال المنظور الفلسفي، الاجتماعي، والاقتصادي، والتاريخي. إن دراسة أصول التربية تُركز على البحث وراء أهداف التربية ونواحي فهمها وتفسيرها وتحليلها. تُعنى أيضًا بالنتائج التي لها آثار إيجابية على التطبيق التربوي. وتُعتبر دراسة أصول التربية دراسة نظرية للأسس المختلفة التي يقوم عليها التطبيق في مجال التربية، وتهدف إلى فهم طبيعة العملية التربوية، ومختلف جوانبها وأبعادها، وبالتالي تطوير العملية التربوية والتعليمية. **أصول التربية:** * **الأصول الاجتماعية والثقافية للتربية**: تتطور أصول التربية الاجتماعية والثقافية من خلال التفاعل بين التربية وعلم الاجتماع وعلم الأنثروبولوجيا. تُعتبر هذه الأصول أساس تحويل التربية من عملية فردية إلى عملية اجتماعية ثقافية. * **الأصول التاريخية للتربية**: تعتبر التربية نتيجة لمجموعة من العوامل والتأثيرات التاريخية. تعين الدراسة التاريخية للمجتمع والتربية على فهم تطور التعليم ومواجهة مشكلاته بشكل أوضح. * **الأصول الفلسفية للتربية**: فلسفة التربية تُعنى بالدراسة الفلسفية لقضايا ومشكلات التربية، بينما تبحث الأصول الفلسفية للتربية في العلاقة بين الفلسفة والتربية، وخاصة الفلسفة السائدة في المجتمع. * **الأصول النفسية للتربية**: تعتمد التربية على الأسس النفسية لأنها تُعنى بالإنسان الفرد. تُوظف التربية دراسة المجتمع والثقافة لتوجيه العمل التربوي وتنظيم الخبرة التربوية، لكنها تجعل الإنسان الفرد نقطة البداية لهذا التوجيه. * **الأصول السياسية للتربية**: تلعب السياسة دورًا رئيسيًا في تشكيل التربية، إذ تنعكس قيم النظام السياسي واتجاهاته وأهدافه على تربية الأجيال. * **الأصول الاقتصادية للتربية**: تُظهر النظرة الثقافية والاجتماعية للتربية من منظور سابق أن لها أصولاً اقتصادية. فجزء من أهداف التربية هو إعداد الناشئين لتحمل مسؤولية دور مهني في المجتمع ومستقبل حياتهم. **الخاتمة:** في الختام، يمكن القول إن التربية هي الأساس الذي تبنى عليه الأمم والشعوب. فهي الاستثمار الأهم في المستقبل، حيث تساهم في بناء مجتمعات متعلمة ومزدهرة. من خلال فهم أصول التربية وتطبيقها بشكل صحيح، يمكننا تربية أجيال قادرة على بناء عالم أفضل.