بعيدة كل البعد عن الحقيقة ولا تدل إلا على النوايا العمومي وفيما يلي أذكر حادثاً يدعم أقوالي : لقد تجمهر الناس ذات يوم بالقرب من القصبة وكانوا جميعاً من المسلمين الذين يريدون تقديم شكوى ضد إمانات كان اليهود قد وجهوها إليهم ، إني أسمح لدينك المتتاورين واغفر ذنبهما ونواياهما الخبيثة ولكني لا أستطيع أبداً أن أسمع ترجل مثل السيد دوبرمون الذي يشغل منصباً سامياً أن يتخدع لبعض الطامعين ويحكم في الأمور عن غير معرفة وبدون تفكير . إن هذه الأساليب قد أجبرت الأغنياء على مغادرة البلاد على الرغم من أنهم هم المورد الوحيد بالنسبة للطبقات الفقيرة ولذلك حدث سخط عام في أوساط الشعب وبدأ الاحتراز من الفرنسيين الذين لا يوفون بعهدهم . وأمر المفتي والفقهاء أن يتناقشوا معه في الموضوع وأن يطلبوا منه ذكر المادة التي جعلته يتخذ مثل ذلك القرار . لقد قام هؤلاء الروس يجمع الأسلحة ثم جعلوا لكل قطعة بطاقة تحمل اسم صاحبها وأودعوا الكل في مسجد على أن تعاد لأصحابها في الوقت المناسب . ثم وضعتهما لدى القائد و الوفير دوه ( loverde ) الذي تسلمهما مني في منزله وبعد مدة قصيرة طلب مني هذا القائد أن أرفع أماني من عنده ، واحتفظ بمفتاحيهما في شفته وفي يوم خروجه من المنزل لم أجد هناك سوى الطرفين أعني : وجدت الصندوقين فارغين فعندئذ سألته : ماذا حدث الأسلحتي وأين هي ؟ فأجابني : إن ولنك أخذ جزءا منها وأنا أخذت الجزء الآخر .