كان الصحابة رضوان الله عليهم يتلقون أحكام الشريعة من القرآن الكريم ورسول الله ﷺ. كثيراً ما كانت آيات القرآن مجملة أو مطلقة، فكانوا يرجعون للرسول ﷺ لتفصيل الأحكام، إذ هو المبلغ عن ربه وأدرى بمقاصد الشريعة. وقد بين الله تعالى في سورة النحل مهمة الرسول ﷺ في بيان القرآن. اقتدى الصحابة  برسول الله ﷺ في جميع أعماله وعباداته، مقلدين إياه حتى في أمور بسيطة، كما في حوادث خاتم النبي ﷺ ونعليه. سعى الصحابة  للتعلم من رسول الله ﷺ، سائلين إيّاه عن الأحكام الشرعية، حتى أنهم كانوا يتناوبون زيارته، وكانت القبائل البعيدة ترسل أفرادًا ليتعلموا منه، بل كان البعض يقطع مسافات شاسعة لسؤال رسول الله ﷺ عن مسألة واحدة. كما سألوا زوجات النبي ﷺ عن أمورهم الدينية. بعد وفاة النبي ﷺ، حرص الصحابة  على حفظ السنة وتثبتوا منها، سلكوا طرقًا أخرى للحفاظ عليها، ككتابتها ونشرها. كان حرصهم منطلقاً من إدراكهم لعظم المسؤولية الملقاة عليهم في حفظ الشريعة وتطبيقها وتبليغها، مستندين إلى أقوال النبي ﷺ التي تحث على تبليغ السنة، متحريين الدقة والتثبت فيما يروونه، كما يتضح من أقوال أنس بن مالك وابن سيرين.