وُلد البحار العماني الملقب ب ” أسد البحار ” في مدينة جلفار ( رأس الخيمة )، تلقىّ تعليمه الأول على يد والده ماجد بن محمد السعدي الذي كان رُباناً بحرياً، ودرس أيضاً على عدد من الربابنة، وكان يشهد حلقاتهم ومناظراتهم على متن السفن الراسية بالموانئ العمانية، عُرف بأنه من أشهر الملاحين في المحيط الهندي، ومن علماء فن الملاحة وتاريخه عند العرب، وبُنيت عليها أساليب الملاحة الأوروبية الحديثة. ترك آثاراً علمية عديدة في علوم البحار جاوزت 40 كتاباً ومنظومة، نشرها وحققها ووضع فهارسها وترجمها إلى الروسية المستشرق شوموفسكي اعتماداً على النسخة المخطوطة الموجودة بمعهد الدراسات الشرقية في بطرسبرج بروسيا، ثم ترجمت إلى العربية بعنوان ” ثلاث أزهار في معرفة البحار ” . وله أيضا أرجوزة ” تصنيف قبلة الإسلام في جميع الدنيا ” ضبط فيها جهة القبلة في جميع بقاع العالم ، وأرجوزة ” حاوية الاختصار في أصول علم البحار “، معتمدا على خبرته البحرية التي جاوزت 50 سنة، ثم ترجمه إلى الإنجليزية سنة 1970م والمستشرق الإنجليزي جيرالد تبتس ونشر بالعربية، ويُعد أحمد بن ماجد من كبار الملاحين في القرن الـ15 الميلادي، هو مُنظِّر علم الملاحة العربي، وقد سبق الأوروبيين في تعرفهم الى بحر الهند، ووصفت الرياح المحلية والمد والجزر في الخليج العربي والبحر الأحمر وبحر العرب، تم اكتشاف أعمال بن ماجد في القرن العشرين، ومنهم الفرنسي ليوبولد دي سوسور، وتعد شخصية دي سوسور مهمة للغاية في معرفة الكثير عن علم ملاحة أحمد ابن ماجد، وضلوعه في الملاحة الفلكية الخاصة بالمرشدات البحرية العربية، صار أحد الأعلام الذين يرجع إليهم في دراسة شخصية أحمد بن ماجد. نشرَ دي سوسور أبحاثاً كثيرة عن الملاحة، وكذلك بحث «تعليق على مرشدات ابن ماجد وسليمان المهري الملاحية»، المنشور في المرشدات الملاحية العربية والبرتغالية، وله اليد الطولى في دراسة المخطوطات وتصنيفها وترجمتها إلى اللغة الروسية ووضع سلسلة من الكتب التي جعلت المثقفين الروس يطلعون على شخصية ابن ماجد ودور العرب الفذ في تطوير الملاحة وجغرافيا البحار. حيث كانت بوابة هذه المعرفة هي اللغة البرتغالية بعد احتكاك البرتغاليين بالعرب، وبعد ترجمة بعض الأعمال العربية. واعترفت الدوائر العلمية في العالم أجمع بفضل أحمد بن ماجد فأقامت حكومة البرتغال نصباً تذكارياً له في مدينة ماليندي تخليداً لذكراه، واعترافاً بفضله على الملاحة العالمية وعلوم البحار.