من غير المعقول أن يظن احدنا أن ما توصل إليه الكمبيوتر اليـوم من سـرعة فائقـة و سـعة تخـزين مذهلـة و غـزو لجميـع مجـاالت الحياة هـو وليـد البارحـة فإننـا إذا غصـنا في أعمـاق التـاريخ الغـابر و رجعنـا إلى الـوراء 2000سـنة ق. إلى أن ظهر أول كمبيوتر بعد الحرب العالمية الثانية. وبدون شـك وسيلة من وسائل العصر التي ال نستطيع تجاهلها في ميدان التعلم والتكوين, كما أنها ومنذ زمن تستعمل في كل ميادين الحياة. ولكي تستطيع استعمال هذه الوسيلة بكل وعي و إتقان وبدون أخطـاء , يجب أوال التعـرف عليهـا وعلى كـل مكوناتهـا وملحقاتهـا , وبما أن الكمـبيوتر هـو أيضـا أداة من أدوات االتصـال, فهـو يسـاعد على العمل الجماعي , في ما مضى هيمن في كل قرن من القرون تقنية معينـة . كـانت التقنيـة الرئيسـية هي تجميـع المعلومـات , وتتمـيز المعلومـات عن غيرها من عناصر النتاج كالمادة، فهي أكثر أهمية بوصف أن المـواد الوليـة عديمـةـ الفائـدة لمن ل يمتلـك المعلومـات الـتي تساعده على كيفية استغللها والنتفاع بها. ومن نتاجها يمكن عمل قوة تحل محل أنواع أخرى من الطاقة، و يتطلب نقل المعلومات وقت ا ا طوي ا ل أو تكلفـة عاليـة، وينمو هذا النتشار ويزيد بعكس المواد الولية لنلحظ بذالك تركيب شبكات الهواتف العالميــة , ميالد صناعة الحواسيب و النمو غير المسبوق لها , الشبكات في كل مكان كنيتجة من ناتج التطور التقني السـريع , و أصبحت المؤسسات الكبـيرة الـتي لهـا عـدة مكـاتب منتشـرة عـبر منطقـة جغرافيـة واسعة تتوقع أن تكون قادرة عاى معرفة حالة أبعد مكتب من مكاتبها بنقرة زر . و مع نمـو قـدراتنا في تجميـع , ومنه فإن الطلب على معالجة معلومات معقدة نما بشكل أسرع أي ًضـا . على الـرغم من أن صـناعة الحواسـيب مـا تـزال إال أن الحواسيب حققت تطو ًرا مذهالً في وقت قصــير . كانت أنظمة الحواسيب متمركزة , و عادة ضمن غرف مفردة كبيرة و بـدون أن يكـون هـذا بحيث يتمكن الـزوار من خاللهـا بمراقبـة التجهـيزات اإللكترونيـة الحوسـبية الـتي في شركة أو جامعة متوسطة الحجم قد ال يكون لديها أكثر من حاسب أو اثنين على تلك الحال , أما المؤسسات الضخمة فعندها أقل من دزينة حواسيب . في ظل هذا الوضع كانت فكرة إنتاج حواسيب مكافئة و تتمتع بذات القوة و أصغر و بكميـات كبـيرة تصـل إلى الماليين خيـا ًال علميًـا بحتًا . كـان للـدمج الـذي حصـل بين الحواسـيب و االتصـاالت أثـر عميـق على الطريقـة الـتي تنشـأ بهـا الحواسيب . مفهوم ” مركز الحاسب ” كغرفة فيها حاسوب ضخم يجلب إليه المسـتخدمون عملهم ليقـوم بمعالجتـه أصـبح زائالً اآلن بشكل كامل . هذا الطراز القديم الذي ينص على حاسب مفرد يلبي كل االحتياجات الحوسبية لمؤسسة تم اسـتبداله بطـراز يقـوم على وجود عدد كبير من الحواسيب المنفصلة ككيانـات لكن لهـا القـدرة على االتصـال مـع بعضـها عنـد الضـرورة إلنجـاز العمـل . عن مجموعة من الحواسيب مرتبطة ببعضها البعض عن طريق وحدات ربط Cards( )Networkـ ووسائط ناقلة للبيانات (أوساط سلكية أو السلكية, وهذا الربط من شأنه أن يساهم في تقليص المسافة و منه ربح الوقت و الجهد ومنـه زيـادة المنتـوج, أينمـا كـانت الشبكة في مؤسسة اقتصادية أو مؤسسة تعليمية تكوينيةـ و مهما كـان مسـتعملها عامـل أو مسـؤول, قارئ أقراص و ايضا مشاركة االنترنت والقيام بالمكالمات لفترة غير محـدودة, الخ إذن يمكن لشـبكة اإلعالم اآللي أن تلعب دورا هاما في قطاع التكوين و التعليم المهنيين وخاصة ما يشهده هذا القطـاع من عصـرنة وسـعي لتوفيرالتكنولوجيـا التي تعمل على مواكبة التنمية بتكثيف برامجها مع المتطلبات الدولية, كل هاته العوامل مجتمعـة من شـأنها أن ترفـع مسـتوى قطـاع التكوين و التعليم المهنيين و تضمن بقاءه في مكانه كقطاع هادف إلى مجال اإلبداع واالكتشاف. فمن يمتلك القدرة على التعامـل مـع هذه الشبكات يمتلك موهبة عبقرية ال بد من استغاللها بهدف الوصول إلى ما يحتاجه المرء بكل سهولة ويسر ، والعمل الجاد على توسيع أفاقهم وقدراتهم .