تتمثل رؤية التربية والتعليم في سنغافورة في قيادة مستقبل الأمة؛ لأن عملية التعلم والتعليم هي التي ستحدد الجيل الذين سيقود مستقبل الأمة. ويتميز النظام التعليمي في سنغافورة باعتماده على هيكل تنظيمي واضح، ولديه كفاءة في توفير مسارات تعليمية ومناهج مرنة تراعي مختلف احتياجات المتعلمين وقدراتهم واستعداداتهم وأنماط تعلمهم. ويعد النظام التعليمي في سنغافورة موجهاً نحو التربية الشاملة التي تسمح للطلاب باكتساب معارف متنوعة، والحصول على فرص تعليمية تمكنهم من تطوير قدراتهم، كما يهدف النظام التعليمي إلى إعداد سنغافورة لتصبح دولة قوية تمتلك القدرة على الإبداع والمنافسة في الاقتصاد المستقبلي الذي يتطلب درجة عالية من الابتكار والتجديد وريادة الأعمال ( 2018 , وعلى الرغم من وجود بعض الصعوبات التي واجهت سنغافورة من أجل الوصول إلى مراكز مرموقة على مستوى العالم، سعت الحكومة إلى إجراء عمليات تطويرية شاملة للتعليم في سنغافورة من خلال وضع خطة استراتيجية تطويرية لتنمية الجوانب الإدارية والفنية لقادة المدارس، من خلال بناء فلسفة تطويرية مبنية على التدريب الشامل المرتكز على التدريب التطبيقي الذي يعتمد على تفاعل للمشاركين في ممارسة المهارات العملية، لذلك ترتكز الكثير من البرامج على التدريب التطبيقي الذي يتضمن تدريبهم على المهارات العملية في مجال عملهم، إضافة إلى التركيز على بناء المعرفة الحديثة التي تؤثر في سلوكياتهم، حيث يعمل برنامج التدريب التطبيقي لقادة المدارس على إحداث التكامل بين الممارسات العملية والمعرفة والتي يؤدي دمجها إلى ممارسات إبداعية، وهو ما يؤدي إلى تعزيز وتنمية جميع مجالات مهام وأدوار قادة المدارس بما يتناسب مع طبيعة القيادة المدرسية في سنغافورة. وفي عام 2001 أطلق المعهد الوطني للتربية في سنغافورة برنامج لإعداد القيادة المدرسية بهدف إعداد قادة المدارس وتأهيلهم، وهو عبارة برنامج يعتمد على التدريب التطبيقي، ويستمر لمدة ستة أشهر يتناول مهارات القيادة المدرسية التي يتم تطبيقها كما هي في الواقع، من قبل وزارة التعليم في سنغافورة بناءً على أدائهم الجيد، وقدرتهم على القيادة المدرسية، وخلال مشاركتهم في التدريب يحصلون على راتب كامل من المعهد الوطني للتربية، وهو ما يمثل التزاماً من الوزارة بتطوير قادة المدارس ولكي تتمكن وزارة التعليم من تطوير القيادات المدرسية في سنغافورة تعاونت مع المعهد الوطني التربوي في سنغافورة لتنفيذ البرامج التطويرية للقادة التربويين، بحيث تلبي تلك البرامج احتياجات القادة التربويين، وتحقق الأهداف المنشودة وتجعلهم قادرين على الإحساس بأهميتهم الشخصية والوعي بالذات، والفهم العميق لأبعاد قيادتهم للمدرسة،