الأفعال والأفعال لا تعلم ولكنها تكتسب بالمران، فليست الكلبية إذن مذهبًا فلسفيا وإنما هي سيرة وحياة. وقام بعده دیوجانس وهو يعد أحسن مثال للمدرسة بما أضافت إليه الأساطير من حكايات بعضها مشهور، استنادًا إلى أن أوائل الكلبيين كانوا - ولا ريب حريصين على زهد شيخهم أنتستانس، والأرجح كذلك أن الحكايات التي تمثله متهتكًا إنما وضعت بعده بزمن طويل لما مال الكلبيون أو البعض منهم إلى مذهب اللذة وأخذوا به جهارًا في غير كلفة لا استحياء. ويعنى بالرياضة البدنية منها والنفسية الواحدة متممة للأخرى وكل منها مرب للإرادة، ويرى الفضيلة ممكنة له بهذا الاعتبار، وكان الكلبيون بالإجمال أقل أهل زمانهم شعورًا بالوطنية وحرصا عليها وأكثرهم ميلا للإنسانية، وهذا اتجاه جديد سيسير فيه الرواقيون، وهو متلائم مع القول بالماهيات منفصلة ليس بينها علاقات توضع في أحكام، فيتبين من هذا أن المذهب الكلبي وحدة متماسكة الأجزاء.