الدولة السعودية الأولى (1157 ـ 1233هـ) (1744 ـ 1818م)مواجهة الدولة العثمانية للدولة السعودية الأولى وإسقاطهاكان التوسع السعودي في شبه الجزيرة العربية، مصدر تهديد للدولة العثمانية ومكانتها في العالم الإسلامي، وبخاصة بعد سيطرة السعوديين على الحرمَين الشريفَين. وحرصت الدولة العثمانية على استعادة تلك المكانة، والقضاء على الدولة السعودية. فكلفت والي بغداد، الذي أرسل حملة ثويني بن عبدالله، في تخليص الحجاز من الحكم السعودي. لم يكن أمام الدولة العثمانية من خيار، القيام بمهمة القضاء على الدولة السعودية. كان من قبل السلطان العثماني،وقد أرسل محمد علي باشا إلى السلطان، يعتذر عن القيام بهذه المهمة الصعبة، بسبب الظروف الاقتصادية السيئة في مصر، الناتجة من انخفاض فيضان النيل، واستيلاء المماليك على الصعيد، والخشية من أطماع الدول الأوروبية في مصر.ولما كرر السلطان تكليفه محمد علي باشا، خشي أن يكون هناك شرك تنصبه له الدولة. عذره بأن قوته العسكرية غير كافية للقضاء على السعوديين؛ ولا بد من حشد طاقات عسكرية كبيرة، إلى جانب قوة مصر. بدأ يثير مشكله تخوفه من والي الشام، بدأ يقترح على الدولة وجوب تسيير الجيوش البرية من الشام، لا تنجح ـ جنّد طاقاته، ودبّ النشاط في مرافق بناء السفن، لتجهيز السفن اللازمة لإبحار الجنود.وحانت لمحمد علي باشا الفرصة، في الجمعة 6 صفر 1226هـ/1 مارس 1811م،وأرسل يطلب من الباب العالي،وبلغ عدد رجال الحملة ثمانية آلاف رجل. حيث ستلتقى القوات جميعها. من طريق تجار جدة وينبع، ليتأكد أنه سيقف إلى جانبه. ولمس منه الدعم له، وطلب منه أن يساند القوات القادمة إلى الحجاز.تهيأت في الحجاز عوامل نجاح الحملة؛ فالشريف غالب، وانقطاع الحجاج من الولايات العثمانية، الغنية، كما أضر بزعماء القبائل، الذين كانوا يتقاضون إتاوات على قوافل الحج. ولهذا، كانت متوافقة مع زعامتها السياسية التقليدية، ووصلت إلى ميناء ينبع، الواقع تحت حماية قبيلة جهينة، المؤيدة للدرعية. لتكون سنداً لقواته، وذلك بإغرائها بالأموال والهدايا.وجرى أول اشتباك بين فرقة من القوات السعودية، وقوات طوسون. وسعود بن مضيان، وسارع قائداها في الانضمام إلى القوات السعودية الرئيسية. وواصلت الحملة المصرية سيرها نحو المدينة المنورة، تعاونها جموع من القبائل، من الاستيلاء على قريتَي السويقة وبدر.وفي ممر وادي الصفراء، تواجهت القوات السعودية، وسعود بن مضيان، وأنزلت قوات السعوديين هزيمة قاسية بقوات محمد علي، التي استولى عليها الرعب، مع من بقي حياً من قواته. فوجدهم ثلاثة آلاف جندي،وبعد هذه الهزيمة، وكتب إلى السلطان، ويرسم له صورة مبالغاً فيها، لينال المدد العسكري من الباب العالي، ويطلب منه أن يضم إليه ولاية الشام، واهتم الباب العالي بطلب محمد علي باشا إسناد ولاية الشام إليه، وعقد مجلس الشورى عدة اجتماعات لدراسته. وأدرك والي مصر تخوف الباب العالي من طلبه. لذا، ورمى بكل ثقله في حرب الحجاز، وبذل جهده في إرسال المدد لابنه، طوسون. عام 1227هـ/1812م. حيث نظم قواته ورتبها ترتيباً عسكرياً جيداً. وزحف بها إلى وادي الصفراء، فتمكن من احتلاله. وحاصرتها، بالمتفجرات. وقطع الماء والطعام عن المدينة، وانتشار الأمراض، ودخلتها قوات طوسون، ومفاتيح الحرم النبوي الشريف.وبدخول طوسون المدينة المنورة، صارت قواته مسيطرة على المنطقة الشمالية من الحجاز. وارتفعت معنويات طوسون وجيشه. من رجال القبائل.ووجد طوسون الطريق مفتوحة أمامه، للتوغل في الحجاز. ليكون مركز تموين للجيش، فراسل طوسون باشا الشريف غالباً، سراً، ووافق الشريف غالب، على الرغم من العهد، وأخذت قوات طوسون طريقها، زاحفة نحو مكة المكرمة. من دون قتال، قد انسحبت إلى قرية العبيلاء، قرب الطائف،وبعد أن استتب الأمر لطوسون في مكة، زحفت قواته، وعلى أثر مناوشات بسيطة، أخلت القوات السعودية العبيلاء، وانسحبت إلى الخرمة، وقد دب اليأس في نفوس بعض القادة السعوديين، إزاء الموقف في الحجاز. بعد انسحاب عبدالله بن سعود، فتوجه إلى رنية. فدخلها طوسون، وحققت القوات المصرية الهدف الأساسي للدولة العثمانية، وهو استعادة الحرمَين الشريفَين، ومحتفظة بالمناطق الأخرى،وأحدثت القوات السعودية تغييراً في خططها العسكرية، يقوم على إخلاء مواقعها، تدريجياً، ثم استدراج قوات طوسون إلى نجد، حيث الصحارى والوديان، التي تجهلها هذه القوات، وعن مراكز قيادتها الرئيسية،ولتنفيذ هذه الخطة القتالية، قاد الأول الإمام سعود بن عبدالعزيز نفسه، وزحف به صوب الحناكية، إلى الشرق من المدينة المنورة، للسيطرة على الطريق الرئيسي بين المدينة والقصيم. ونجح هذا الجيش في أسر القوة، التي أرسلها طوسون، قوامها ثلاثمائة رجل، أرسلوا مخفورين إلى العراق، تحت حراسة أمير جبل شمر، محمد بن عبد المحسن بن علي . ثم قام جيش سعود بعدد من الحملات التأديبية ضد البدو، الذين وقفوا مع جيش طوسون، وعاد إلى الدرعية. من نجد، ليدعم الجبهة الجنوبية. كانت بقيادة رئيس الفرسان، بعد هذا الظفر، حيث أعدم. يخبره بأمر هزيمة قواته في تربة، وأنه يجهل مصير الحامية في الحناكية، ورئيسها عثمان الكاشف، وأنه خشى أن تنكث العربان عهودها، وتتحالف مع السعوديين.وكان للخسائر الكبيرة، التي لم يعتادوها، والاكتفاء بالحاميات، وبخاصة أن الهدف من حملة طوسون وهو تخليص الحجاز من الحكم السعودي، قد تحقق. ولكنهما لم يتوصلا إلى تفاهم حول شروط الصلح، نظراً إلى إصرار محمد علي باشا، على أن يدفع سعود كل ما صرف على حملة الحجاز، وردّ النفائس، وعدّ سعود بن عبدالعزيز هذه الشروط إهانة له. وانقطعت المباحثات،وصمم محمد علي باشا على خوض القتال بنفسه، لإنقاذ قواته، يبدأ دور جديد في حرب محمد علي مع السعوديين . وعهد والي مصر إلى ولدَيه، إسماعيل وإبراهيم، وتحرك إلى السويس،وصل محمد علي باشا جدة، ووقف على حقيقة وضع قوات ابنه، طوسون. فاتخذ عدداً من الإجراءات المهمة. فعمل على تخفيف الضرائب، المفروضة على العربان، ليقضي على أي تذمر بينهم، وصرف رواتب شهرية، لمن أسندت إليه منهم عمليات حفظ الأمن. وجعل ثغر جدة، ورتب وسائل نقل العتاد والمؤن، إلى الداخل. ويصحبه الشريف راجح، وتوجهوا نحو تربة، الذي تحصن ببيشة ورنية. لأداء فريضة الحج. لأنه ارتاب في مسلكه، وصادر أمواله، في ذي الحجة عام 1228هـ /ديسمبر 1813م. ومن القاهرة، ثم نفي إلى سلانيك Salonika، وظل فيها حتى توفي عام 1232هـ/1816م. وانهزمت أمام الجيش السعودي، بعد أن تكبدت خسائر فادحة. ونتج ذلك الفشل من انشقاق الأشراف عن جانب محمد علي، بعد ما رأوا ما حل بالشريف غالب. وصاروا لا يثقون بمحمد علي، ولا يأمنون غدره. ثم خرج الشريف يحيى بن سرور من مكة، مظهراً نيته غزو القبائل المعارضة له، وهرب إلى تهامة. التي توجهت إلى القنفذة، بسبب استبسال القائد السعودي، فاضطر قائد الحملة إلى إخلاء الثغر.وفي تلك الأثناء، في 11 جمادى الأولى عام 1229هـ/مايو 1814م. وقد خلفه في الحكم ابنه، فأرسل قوة كبيرة، ويقودها طامي بن شعيب. وضرب عابدين بك الحصار على تلك القوات، في حصن "بخروش علاش". لكنها تمكنت من فك الحصار، واتخذت موقف الهجوم. بسرعة، إلى الطائف. التي يتمركز في داخلها طوسون باشا، بقواته. يقودها محمد علي باشا بنفسه. ونجحت، طوسون، ومنها إلى جدة، لمدة ثلاثة أشهر، قامت بين قوات محمد علي باشا، الذي شارك في المعركة، بقيادة فيصل بن سعود، معركة حامية الوطيس، وتمكنت قوات محمد علي باشا من احتلال هذا الموقع السعودي. وبعدها،وفي تلك الأثناء، تحثه على أن يتوجه إلى مقاتلة القبائل، الخاضعة لآل سعود، فاحتلت بيشة، من جهة الشمال الشرقي. التي واجهتها. يقودها طامي بن شعيب، في وادي زهران، فاحتلت ثغر القنفذة. في الجنوب، في مصر، في جزيرة هيلانة، وتحت ضغط هذه الظروف،وفي تلك الأثناء، ووصل بزحفه إلى بلدة الرس، في القصيم، التي كانت متمركزة في بلدة الرويضة، بالقرب من الرس. من الاستيلاء على عدد من بلدان منطقة القصيم، مثل الخبرا والشبيبة. حربياً، التي تتقنها القوات السعودية، وتعرف دروبها وبلدانها، وتشاور مع قواده، لاسترداد القصيم، متردداً في الخروج إلى طوسون، وإلحاحها عليه.فكر طوسون، التي جرى التباحث حولها،1).2).3). فيسافر إلى الجهة التي يحددها له، في الوقت المناسب. إلى حين الموافقة على الصلح.5).وعدّ عبدالله بن سعود هذه الشروط إهانة له. لذا، للتفاوض مع محمد علي باشا مباشرة. فأرسل القاضي عبدالعزيز بن حمد بن إبراهيم، وعبدالله بن محمد بن بنيان. ووصل الوفد إلى القاهرة، في شوال عام 1230هـ/ سبتمبر 1815م. كما أرسل عبدالله بن سعود رسائل إلى السلطان محمود الثاني، في الآستانة، وألقى في هذه الرسائل تبعة ما حدث على الشريف غالب، واتهمه بتزوير رسائل على لسان والده، الإمام سعود، لسوء حالته الصحية . فاستأذن محمد علي باشا الباب العالي في ذلك، فوافق في شوال عام 1231هـ/1816م[1]، بعد تعهد والي مصر بالقضاء على قوة السعوديين، في الوقت المناسب. عام 1231هـ/1816م، فلما قدما عليه (محمد علي) في مصر، وجدوه قد تغير". لأنه فرض على الوفد السعودي شروط قاسية، تعني استسلام آل سعود، ليرسل إلى السلطان،2. الحملة الثانية على نجد، ضد القبائل والجماعات، التي ساعدت وأيدت قوات طوسون. فأعد جيشاً، واتجه نحو القصيم، واستولى على البكيرية وغيرها من بلدان المنطقة.وفي هذا الوقت، كانت الاستعدادات تجري على قدم وساق، للجولة التالية من الحرب، وشهدت الموانئ المصرية على البحر الأحمر، وعمل محمد علي باشا على تلافي الأخطاء، التي وقعت في الجولة السابقة. فزود الحملة بمجموعة من الأطباء الإيطاليين، وأرفقها بمجموعة من الخبراء العسكريين الأجانب، وعلى رأسهم المسيو فاسيير( Vassière )، الذي كان أركان حرب لإبراهيم باشا. وهو ضابط فرنسي، خدم في جيش نابليون. لإرهاب من ينوي الخروج عن الطاعة، لإظهار الاستعداد الكبير، الذي أعد للقضاء على الدولة السعودية. وقد أدت هذه المناورات الهدف منها. فتسابقت الأخبار إلى القبائل، التي نزل بها الرعب، فجددت ولاءها لمحمد علي. وأخذ يضع خططه الحربية، متلافياً أخطاء الحملة السابقة. ثم بدأ زحفه نحو الأراضي النجدية. إلى الشرق من المدينة المنورة. وجعل من الحناكية مقراً لمعسكره. ومنها بدأ بإرسال فرق استطلاعية،وكانت القوات السعودية، والقيام بعملية التفاف حولها، من الخلف، وقطع خطوط المواصلات بينها وبين مراكز تموينها، فقد انطلق الإمام عبدالله بن سعود، من الدرعية بجيشه، في 20 جمادى الأولى عام 1232هـ/أبريل 1817م، ولحقت به قوات أهل القصيم، بقيادة حجيلان بن حمد. وسار الجيش إلى وادي الرُّمَة، حتى نزل بالماء، المعروف باسم "العلم"، فلما علموا بمقدم الإمام عبدالله بن سعود، رحلوا إلى بلدة الحناكية، والتحقوا بقوات إبراهيم باشا. ثم رجع الإمام عبدالله من "العلم"، ونزل قرية "مسكة"، وأقام به أياماً.وقام الجيش السعودي، في منتصف جمادى الآخرة عام 1232هـ/ أول مايو 1817م. ولكنه مني بخسارة فادحة، ووقع فيه القتل، انضمام فيصل الدويش، رئيس عربان مطير، إلى جانب إبراهيم باشا. ومنها إلى بلدة عنيزة، حيث تحصنت بها. بقواته، وانتهى الحصار، في 12 ذي الحجة 1232هـ/24 أكتوبر 1817م. على الرغم من طول مدة الحصار، وقوة وسائل الهجوم. وأرسل الإمام عبدالله بن سعود، نجدات عسكرية إلى الرس، والهزاني، صاحب "حريق نعام". بأنه إن لم يسلم البلدة، الذي وضع شرطَين لإتمامه:أن يقدم أهل الرس ألفَي رأس من الخيل، وألفين من الجمال، رهينة لديه. وتجدد القتال. أن يأتي لنصرتهم، وزاد إبراهيم باشا من شدة حصاره ومضايقته للرس. ولكنه لمس سوء حالة جنوده، على شروط،رفع الحصارعن الرس.منع دخول جنود إبراهيم باشا وضباطه،عدم إجبار أهل الرس على تقديم شيء من المؤن والذخيرة للجيش، أو على دفع غرامة أو ضريبة. إذا استولى جيشه على عنيزة دون قتال. فيعد القتال متجدداً بين الطرفَين.ولم يكن إبراهيم باشا ليقبل هذه الشروط، لو لم تمتنع عليه الرس والحامية السعودية فيها.واتبعت القوات السعودية خطة تقوم على توزيع قوات إبراهيم باشا، وإرهاقها بعمليات الحصار، متبعة في ذلك أسلوب حرب العصابات، لا يمكنها من المواجهة المباشرة مع قوات إبراهيم باشا. فوزعت قواتها على عدد من الحصون.تقدم إبراهيم باشا إلى عنيزة، واستسلمت الحامية السعودية الموجودة فيها، بقيادة الأمير محمد بن حسن بن مشاري بن سعود، عدا الحامية المقيمة بقصر الصفا، حتى رماها إبراهيم باشا بالقبوس والقنابر (أي المدافع والقنابل) رمياً هائلاً، فصالحهم على دمائهم وأموالهم وسلاحهم،وكانت شروط استسلام عنيزة:عدم أسر حاميتها.السماح للحامية بالذهاب أنّى شاءت. لجيش إبراهيم باشا.وطبقاً للشرط الأخير من شروط الصلح مع أمير الرس، على أساس تسليمهم أسلحتهم، فسلمها إياها. وضياعها من السعوديين، في الوشم.وبعد شهرَين، إلى الوشم. ودخلوا في طاعته. وتحرك الباشا من أشيقر في 16 ربيع الأول عام 1233هـ/ 25يناير 1818م، التي استعدت للقائه، بقيادة أميرها حمد بن يحيي. تهدمت فيه أسوار البلدة، مما اضطر أهلها إلى طلب الأمان، نيابة عن عنهم.أن يسلموا الأسلحة، التي يحملها أربعمائة مقاتل، من رفاق عبدالله بن سعود، ثانية.أن لا يخلوا بالشروط السابقة، وإذا أخلوا فستحل دماؤهم.وكان سقوط شقراء تمهيداً لسقوط إقليم الوشم، وانحسار نفوذ آل سعود عنه. فتوافد على إبراهيم باشا شيوخ وادي الدواسر، يطلبون الأمان، للسيطرة عليها. من شقراء نحو منطقة العارض، فوصلت ضرما، في 14 ربيع الثاني 1233هـ/ 22 فبراير 1818م، ونزلت في المزاحميات شرقي البلدة. واعترضتها الحامية السعودية فيها، بقيادة سعود بن عبدالله بن محمد بن سعود، بعد أن قدمت تضحيات كبيرة.وفي الوقت، كان هناك قوات أخرى لمحمد علي، تقوم بالقضاء على الجيوب السعودية، موالين له.3. معارك الدرعية وسقوطها العاصمة السعودية. فاتبعت الطريق عبر الحيسية، يدرك أن الدرعية محصنة، وقلاعها قوية، لذا، فأرسل إلى والده، يطلب تزويده بالمال والمدافع والجنود.كانت الدرعية تتألف من خمسة أحياء مستقلة، ولكل قسم منها أبواب، تتخللها الحصون والأبراج. وبنيت من الطين والآجرّ.ولا مجال للمقارنة بين قوات الفريقَين. إذ كانت قوات إبراهيم باشا نحو 1950 فارساً و4300 جنـدي، من المشـاة الأرنـاؤوط (الألبان) والأتراك، و1300 جندي من الأفارقة (المغاربة)؛ ولا يدخل في هذا الإحصاء البدو والرجال غير النظاميين. وكانت تتّابع عليه القوافل، بين وقت وآخر. وفنية القتال. في داخل البلدة. وكان لديه عدد قليل من المدافع والمعدات الحربية.اقتربت قوات إبراهيم من الدرعية، في غرة جمادى الأولى عام 1233هـ/9 مارس 1818م. ونزل إبراهيم باشا في "العِلْب"، وإعداد خطة الهجوم،أما عبدالله بن سعود، في الدرعية. ففي بطن الوادي، المسمى باب سمحان، تمركز الإمام عبدالله بن سعود، ورابط في قرى عمران، عند النخل المسمى الرفيعة، ومعه رجال من أهل الدرعية وأهل سدير، في بطن الوادي، قرب جبل القُرَيْن،وفي المتاريس، فوق الجبل. ورجاله، على حافة شعيب الحريقة. في شعيب غبيراء. من الشمال. فصبت مدافع إبراهيم باشا نيرانها على أحياء البلدة، ولكن دون جدوى. جهة الحريقة. لكي يتخذ مواقع جديدة لهجومه. تمكن القائد التركي، وبعد ذلك، لم تحرز أي تقدم ملموس. وسار إبراهيم باشا بقوة من عنده، جنوب الدرعية، بعد أن أعطى الأمان لأهلها، واستفادت قواته من ثمار نخيلها.وزاد الأمر سوءاً اندلاع النار في مستودع ذخيرتها، في 16 شعبان 1233هـ/21 يونيه 1818م. ولكن دون جدوى، كما وصلت إمدادات، من الأرز والحنطة والمؤن والتبغ لحاجات العسكر، من أهل نجد، الذين أجلاهم آل سعود في السابق.وطال حصار الدرعية مدة خمسة أشهر، فخرج بعضهم، وانضموا إلى جيش الباشا، ودلوه على الطرق والمسالك، وبناء على هذه المعلومات، عنها ما يسجل لهم به الفخر. لقلة الوارد إليهم. غصاب العتيبي، وانضمامه إلى جيش إبراهيم باشا.وتهيأت الظروف للهجوم الشامل من كل الجهات، بما لدى إبراهيم باشا من المعلومات والأعوان الفارين إليه. يسكنه آل الشيخ). واستسلام أهله، واضطر الإمام عبدالله بن سعود إلى نقل معسكره، من باب سمحان إلى الطريف (من أحياء الدرعية). لمدة يومين. ومنهم ابن عمه، تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.فلما رأى عبدالله بن سعود ما وصل إليه القتال، بذل نفسه وفدى بها النساء والأطفال والأموال . وخرج إلى معسكره، في 8 ذي القعدة 1233هـ/9 سبتمبر 1818م. بالحفاوة. واتفقا على الشروط التالية:أن تُسلَّم الدرعية لجيش إبراهيم باشا.أن يتعهد إبراهيم باشا بأن يبقي على البلدة وأن لا يوقع بأحد من سكانها.أن يسافر عبدالله بن سعود إلى مصر، ومنها إلى الآستانة عملاً برغبة السلطان.ووقع الاتفاق بين الطرفَين.ولم يكتف محمد علي باشا بهذا الانهيار، بل رفض الشرط الثاني من الاتفاق. بأن يهدم الدرعية وحصونها وأسوارها، وخرب الدرعية، وأشعل فيها النيران. فأصبحت أثراً بعد عين.ووصل الإمام عبدالله بن سعود إلى مصر، واستقبله محمد علي باشا في قصره، في شبرا بالبشاشة. ونحن كذلك. حتى كان ما قدره المولى". فقال الإمام: "المقدر يكون". فألبسه محمد علي خلعة. وكان قد جلبها معه، في صندوق صغير. وفي 19 محرم 1234هـ/18 نوفمبر 1818م، سافر عبدالله بن سعود إلى الآستانة،وفي أثناء حصار الدرعية، إلى نواحي نجد، مع العسكر، إلى جبل شمر، قاصداً المدينة المنورة. وعاد إلى القاهرة، في 22 صفر 1235هـ/11 ديسمبر 1819م، (انظر خريطة حملة إبراهيم باشا)انتهاء الدور السعودي السياسي، لفترة مؤقتة، وإنْ بقيت مبادىء الدعوة السلفية راسخة في نفوس أتباعها.ازدياد نفوذ محمد علي، وامتداد سيطرته حتى شبه الجزيرة العربية،