فِي غَيْمَةٍ بَعِيدَةٍ كَانَتْ قَطْرَةُ الْمَاءِ نَدَى تَصُولُ وَتَجُولُ فِي سُرور حين تناهى إلى مَسْمَعِها صَوْتٌ عالٍ: هَيا يا قَطَرَاتُ، حَانَ وَقْتُ الْهُطُولِ!" ارْتَعَدَتْ وَقَالَت: "هطول ! لا يُمْكِنُنِي، أَكَمَلَتِ الْقَطْرَةُ الْكَبِيرَةُ: لَنْ تَبْقى قَطْرَةٌ وَاحِدَةٌ فِي السَّمَاءِ، شَعَرَتْ بِقَطْرَةٍ تُمْسِكُ بِهَا وَتَقُولُ: "عانقيني وَلْنَهْطِلْ مَعًا؛ سَنَسْبَحُ فِي مَاءِ النَّهْرِ وَنَنْزَلِقُ عَلَى الوُرَيْقَاتِ الْخَضْراء". أَغْمَضَتْ نَدَى عَيْنَيْها، لكِنْ لَيْسَ فِي مَاءِ النَّهْرِ وَلَا عَلَى سَطْحِ وُرَيْقَةٍ! طَبْعًا لَمْ يَسْمَعْها سامي الَّذِي كَانَ يَجْمَعُ مَاءَ الْمَطَرِ لِيَتَذَوَّقَ طَعْمَهُ الْعَذْبَ.أَجابَتْها الْقَطْرَةُ فُراتُ: "لا أَدْرِي بِالضَّبْطِ،انْزَلَقَنَا نَحْوَ الْبُلْعُومِ فَالْمَرِيءِ فَالْمَعِدَةِ، وَانْسَلَّنَا بِهُدُوءٍ فِي وِعَاءٍ دَمَوِيٌّ،