يابرنس اخي عمر بثلاث سنوات، جدتي ميمونة بنشاطها وحيويتها وقلبها الطيب، تجعلنا دوما انا واخي عمر وابناء الجيران في قمة السعادة ونحن نركض مساء كل يوم الى فناء منزلنا العتيق، كلما سمعنا ايقاعات صوتها الدافئ القوي وهي تنادي بحماس : فاطمة. الى الحوش يا فاطمة ياقرة عيني. ثم تقترب من الباب الخارجي لبيتنا تخرج رأسها وهي تطل باحثة عن ضالتها :اين انتم يا أطفال.؟ وبصوتها المعهود تنادي على اجتماعها الحميمي. حسيبة ثم تلتفت يسارا مصطفى. لطفي يسرع جميعهم الى الحوش ويكونو حلقة دائرية يجلس كل واحد في مكانه كأنهم جنود مدربون على التموقع في ساحة الوغى. تحضر الحدة "ميمونة " وهي تحمل صينية الشاي وطبق التمر الجزائري الحر "دقلة نور "تجلس بيننا وهي سعيدة مبتسمة ثم تأخد حبة تمر وتردد بعزة وكبرياء هذه وقصتنا اليوم ما هما إلا قطرة ماء من بحر ثروتنا وثورتنا المجيدة وأقاطعها في لهفة: جدتي. جدتي ما اسم بطل قصتنا اليوم.