احترموا مهنة عامل النظافة وخففوا عنه الجهد في التنظيف على الأقل بإلقاء القمامة في مكانها وليس في الشارع. علموا أولادكم احترام العامل وتقديره وأن يبتعدوا عن الاستهزاء به وأن يتعاملوا معه بذوق وأدب. تخيلوا الحياة دون عمال النظافة ستعرفون قيمتهم. وجوه نراها كل يوم منذ وقت الفجر أول النهار حتى آخر اليوم في الظهر وحر الشمس يلفح الوجوه، وهناك من ينظر إليهم بعين الرحمة يحترمهم ويشفق عليهم ويقدرهم. فلا تراهم يفتعلون المشاكل في الشارع، ولا يلقون مخلّفاتهم على قارعة الطريق، بالمقابل هناك من ينامون ببيوتهم ويتنعمون بقصورهم، ويأكلون ما لذ من خيرات ويشربون ما تحتار النفس باختيار نوعه، لكنهم بالوقت نفسه لا يعرفون للمعاناة طريقاً ولا معنى ولا يعرفون للحياة من قسوة ولا دمعة تذرف من أجل لقمة العيش. تلك الفئة المتعبة المنهكة في هذه الدنيا التي تفيق قبيل الفجر في ساعات الليل حتى يعملوا على راحتنا، فلماذا تلك النظرة القاصرة من البعض تجاههم؟ ألّا يكفيهم ما هم فيه وما هم عليه؟ شهادة حق يجب أن تُقال في حق عمال النظافة؛ سؤال نوجهه لأنفسنا ماذا لو امتنع عمال النظافة عن العمل ثلاثة أيام؟ ماذا سيحصل؟ دعونا نتخيل إن استطعنا أن نتخيل. فأنتم للغنى معنى وأنتم للكرامة رمز وأنتم العطاء.