يتطلع إلى القوم خلسة ، قبل اقلاعه من وقته ، لو اطلع على رؤيا فيها مجرد اشارة إلى بعض مما يمر به الآن لسخر من ذاته ، أبواب موصدة ، أما إذا كان جامعيا فلابد من حصوله على تصريح من القسم ، إلى أى جهة ينتمى ؟ قالوا له ان العارف باحوال المدينة المدقق يمكنه أن يميز ملامح الوجوه ، بيسر يتبين له رجل البلدية من الجامعي . الأقواس الحجرية معلقة ، كيف لم ينتبه من قبل ؟ عند استعادته مواقع البوابات فوق الخريطة ، كل منها تواجه الأخرى رغم تباعد المسافات ، يقولون ان الوصول إلى الحصن المشيد يصير مستحيلا في أيام معينة من السنة ، فكلما اتجه إليه من يقصده مسافة يتراجع بنفس القدر ، يقدم إليه البطاقة الصغيرة التي يسلمها مقابل المفتاح ، أى كامن لم يسفر بعد ؟ ، ينظر إلى لوحة الحاسب الآلى ، يشير إلى أعلى . أخبرونى فى الجامعة أنهم مدوا اقامتي يومين . يقول إن هذا كله صحيح ، لكن المدة الأولى انتهت ظهر اليوم ، لو اتصلت إدارة الجامعة قبل الثانية عشر لاعتبر ذلك مداً لكنهم اخطروهم بعد الواحدة والنصف ، بعد انتهاء اقامته طبقا لقوانين البلدية وتعليماتها الصارمة . الجامعة والبلدية أحيطا علما ، هل تقبل أن أسجن ؟ . لا على الجامعة أن تساعدك الهوية . أيقن من استعادتها مرارا فيما بعد ، يقوى حضور البعد على القرب ، مثقلا بهبوب الحنين وعرا إلى مدينته ، وحماه السعى فيها من نوبات القتامة فمن يصله بها الآن .